أطلقت روسيا عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على كييف خلال ليلة السبت، في واحدة من أكبر الهجمات الجوية من هذا النوع على العاصمة الأوكرانية خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما أدى إلى إصابة 15 شخصاً على الأقل، وإلحاق أضرار بعدة مبان سكنية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور على تليجرام “كانت ليلة صعبة” على أوكرانيا، ودعا إلى فرض عقوبات دولية جديدة للضغط على موسكو حتى توافق على وقف إطلاق النار.
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية، أن روسيا أطلقت 250 طائرة مسيّرة، و14 صاروخاً باليستياً على كييف، مما تسبب في حرائق في المباني السكنية.
أضخم هجوم جوي
وفي الساعات الأولى من صباح السبت، نقلت “رويترز عن شهود عيان، أنهم سمعوا أزيز موجات متتالية من الطائرات المسيرة تحلق فوق كييف، وهزت المدينة سلسلة من الانفجارات. كما تردد في العاصمة صدى أصوات البطاريات المضادة للطائرات وهي تحاول إسقاط المسيرات.
وأظهرت صور التقطها مصورو “رويترز”، وهجاً برتقالياً مشوباً بالحمرة يضيء المدينة، بينما يتصاعد الدخان في الأفق. وفي الطابق العلوي بأحد المباني السكنية، اندفع الدخان وألسنة اللهب من شرفة بينما حاولت فرق الإطفاء الاقتراب للسيطرة على الحريق.
وقالت الإدارة العسكرية لمدينة كييف والشرطة، إن أضراراً وقعت في 6 أحياء بالعاصمة، وأصيب 15 شخصاً حتى الآن. ونُقل ثلاثة أشخاص إلى المستشفى. وقال المسؤولون إن طفلين من بين المصابين.
ووصفت الإدارة العسكرية لمدينة كييف، الهجوم بأنه أحد أضخم الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ في الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.
وتأتي هذه الهجمات في الوقت الذي يشجع فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، روسيا وأوكرانيا على التفاوض لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، لكنه رفض خطة أوروبية لفرض عقوبات جديدة على روسيا.
وجاء هذا القصف بعد ساعات من مشاركة روسيا وأوكرانيا في عملية ضخمة لتبادل الأسرى، تم الاتفاق عليها بعد محادثات بين مسؤولي البلدين في تركيا.
وقالت أولها تشيروخا، وهي من سكان المنطقة تبلغ من العمر 64 عاماً وتقيم على مشارف وسط كييف، لوكالة “رويترز”: “أتمنى لو وافقوا على وقف إطلاق النار. أن يقصفوا أناساً كهؤلاء، أطفالاً مساكين. حفيدتي البالغة من العمر ثلاث سنوات كانت تصرخ مذعورة”.
هجوم بالطائرات المسيرة
وتعليقًا على الاستخدام المشترك للأسلحة الجوية، قال تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف: “يُحسّن العدو تكتيكاته باستخدام الطائرات المسيرة، مع شن هجمات باليستية في الوقت نفسه”.
وقال زيلينسكي، إن “عقوبات إضافية تستهدف قطاعات رئيسية من الاقتصاد الروسي” وحدها هي التي يمكن أن تدفع موسكو إلى الموافقة على وقف إطلاق النار.
وفي الأسبوع الماضي، قالت روسيا إن أوكرانيا أطلقت مئات الطائرات المسيرة المتفجرة على البلاد، بما في ذلك غارات فوق موسكو. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، إسقاط 485 طائرة مسيرة.
وسلمت كل من أوكرانيا وروسيا 390 جندياً ومدنياً، في أكبر عملية تبادل للأسرى منذ اندلاع الحرب. فيما اتفقت الدولتان على تبادل 1000 سجين.
وألمح الرئيس الأميركي ترمب، في تصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن عملية التبادل “قد تؤدي إلى أمر مهم”.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، أجرى ترمب مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب، قال بعدها إن الكرملين وأوكرانيا “سيبدآن فوراً” مفاوضات لوقف إطلاق النار.
ومع ذلك، اكتفى بوتين بالقول، إن روسيا ستعمل مع أوكرانيا على صياغة “مذكرة حول اتفاق سلام محتمل في المستقبل”، ولم يتناول الدعوات لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً.