حث مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، الجمعة، السلطات السورية على ضمان المحاسبة والعدالة فيما يتعلق بالانتهاكات في مدينة السويداء بجنوب البلاد.
وقال تورك في بيان: “يجب أن يتوقف سفك الدماء والعنف، وأن تكون الأولوية القصوى لحماية جميع الناس، بما يتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان”.
وأضاف: “تلقى مكتبي شهادات من سوريين يعيشون في رعب خوفاً على حياتهم وأرواح أحبائهم”.
ونشرت الحكومة السورية هذا الأسبوع قوات بمدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية لتهدئة القتال بين مقاتلين من البدو والدروز، إلا أن العنف تصاعد حتى أُعلن عن وقف لإطلاق النار.
وذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أنها تلقت تقارير موثوقة عن “انتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان خلال القتال”.
وتضمنت هذه التقارير “إعدام أشخاص دون إجراء محاكمات عادلة، وخطف آخرين، وتدمير ممتلكات خاصة على أيدي قوات من الأمن، بالإضافة إلى عناصر مسلحة أخرى بعضها من الدروز والبدو”.
وذكرت المفوضية أن “13 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم خلال واقعة واحدة مسجلة في 15 يوليو، عندما أطلق أفراد النار على تجمع عائلي. وأُعدم 6 رجال دون محاكمة عادلة بالقرب من منازلهم في اليوم نفسه”.
تدخل إسرائيلي
وشنت إسرائيل غارات جوية على دمشق، الأربعاء، كما استهدفت قوات حكومية في الجنوب مطالبة إياها بالانسحاب، قائلة إن الهدف من عملياتها هو “حماية الدروز السوريين”، وذلك بالتزامن مع تصاعد أزمة السويداء.
وعبَّر تورك عن قلقه إزاء التقارير الواردة عن سقوط ضحايا بين المدنيين في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على السويداء ودرعا في الجنوب الغربي، وعلى وسط دمشق.
من جانبه، اتهم الرئيس السوري أحمد الشرع، في كلمة متلفزة، إسرائيل بـ”استخدام كل الأساليب في زرع النزاعات والصراعات”، قائلاً إن “الكيان الإسرائيلي يسعى إلى تحويل أرض سوريا إلى ساحة فوضى، وتفكيك وحدة الشعب، وإضعاف قدرة البلاد على المضي قدماً في مسيرة البناء”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، إن الولايات المتحدة لم تدعم التحرك الإسرائيلي الأخير في سوريا، موضحة أن واشنطن تتواصل مع الطرفين.
وأضافت بروس للصحافيين: “نندد بالعنف في سوريا، وندعو جميع الأطراف إلى التراجع والانخراط في حوار هادف يُفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، مشيرة إلى أن بلادها تُشرك جميع الأطراف في سوريا بنشاط للمضي قدماً نحو الهدوء ومواصلة المناقشات حول وحدة البلاد، داعية حكومة دمشق إلى قيادة الطريق إلى الأمام.
الشرع يطمئن “الدروز”
كما وجّه الرئيس السوري رسالة إلى طائفة الدروز في سوريا، قائلاً إنهم “جزء أصيل من نسيج هذا الوطن”، مشدداً على أن بلاده “لن تكون مكاناً للتقسيم أو التفتيت أو زرع الفتن بين أبنائها”.
وأكد في كلمة متلفزة بثتها قناة “الإخبارية” السورية، الخميس، أن “حماية حقوق الدروز وحريتهم من أولوياتنا”، وأن الحكومة السورية “ترفض أي مسعى يهدف إلى جركم إلى طرف خارجي أو لإحداث انقسام داخل صفوفنا”.
وتابع: “إننا جميعاً شركاء في هذه الأرض، ولن نسمح لأي فئة أن تشوه الصورة الجميلة التي تعبّر عن سوريا وتنوعها”.
بدوره، قال الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا الشيخ حكمت الهجري، الخميس، إنه ملتزم “بوحدة الصف”، و”رفض الفتنة”، و”العمل مع العقلاء في هذا الوطن على وأد الفوضى، وفتح أبواب الحل”.
وأعرب الهجري في بيان، عن “الإيمان بأدبيات وأخلاقيات العيش المشترك”، مضيفاً: “سنبقى ملتزمين بروح التسامح رغم الاعتداءات المؤلمة التي طالت الطائفة الدرزية”.
كما أعرب عن رفضه لـ”الطائفية، والفرقة، والفتنة”، لافتاً إلى أنه “يحمّل كامل المسؤولية لكل من يعبث بالأمن والاستقرار”، وأكد أن “من يقوم بأعمال التخريب أو التحريض لا يمثل إلا نفسه”.