قالت مصادر لـ”الشرق”، الاثنين، إن الحكومة السودانية تجري مشاورات بشأن مقترح أميركي لهدنة إنسانية بين الجيش وقوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن مجلس الأمن والدفاع السوداني سيعقد اجتماعاً لبحث هذا المقترح.
وتتضمن الوثيقة الأميركية، التي حصلت “الشرق” على نسخة منها، وتحمل عنوان “هيكل إعلان مبادئ لهدنة إنسانية على كامل التراب السوداني”، 4 محاور، أولها يؤكد على سيادة السودان ووحدته، ويشدد على أهمية إنهاء الأزمة. كما تقترح الوثيقة التزام الجيش والدعم السريع بـ”حسن النوايا”.
وتقترح الورقة أيضاً على الجيش والدعم السريع توقيتاً ومدة للهدنة، وفصل القوات، كما تشدد على “ضمانات لوصول آمن وبلا قيود للمساعدات الإنسانية”.
كما تتضمن الورقة الأميركية اقتراحاً بإنشاء “لجنة تنسيق للهدنة الإنسانية” في السودان لتصدر تقارير عن أي انتهاكات لها.
ودعا وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا والأردن، السبت، بشكل مشترك، إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب الدائرة بالسودان، واصفين الوضع بأنه “كارثي”، وكاد أن يكون “أشبه بنهاية العالم”، وذلك بعدما استولت الدعم السريع على آخر مدينة رئيسية في إقليم دارفور غربي البلاد، بينما أعلنت لندن مساعيها لمحاسبة المسؤولين عن معاناة المدنيين في السودان.
“جهود نحو السلام”
والأسبوع الماضي، قال مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية، إن الولايات المتحدة استضافت في واشنطن، اجتماعاً لممثلين عن اللجنة الرباعية الخاصة بالسودان، ضم كلاً من مصر والسعودية والإمارات.
وذكر في منشور على منصة “إكس”، حينها، أن الاجتماع جاء لـ”دفع الجهود الجماعية نحو السلام والاستقرار في السودان بما في ذلك، العمل على ضمان هدنة إنسانية عاجلة، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، ووقف الدعم الخارجي، والمضي قدماً نحو الانتقال إلى الحكم المدني”.
وأضاف بولس أن أعضاء الرباعية “جددوا التزامهم بالبيان الوزاري الصادر في 12 سبتمبر، واتفقوا على تشكيل لجنة مشتركة لـ”تعزيز التنسيق بشأن الأولويات العاجلة”.
وقال بولس إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب “يريد السلام، ونحن متحدون في التزامنا بإنهاء معاناة الشعب السوداني”.
وكان بولس قد قال لـ”الشرق”، في 16 أكتوبر، إن الوضع الإنساني في السودان شكل محوراً رئيسياً في المحادثات الجانبية على هامش قمة شرم الشيخ للسلام التي استضافتها مصر في وقت سابق من أكتوبر، كما تمت مناقشته خلال اللقاء الثنائي بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأميركي دونالد ترمب، واصفاً الوضع في السودان بأنه “أكبر كارثة إنسانية في العالم حالياً”.
“موجات نزوح مستمرة”
وشهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، موجات نزوح مستمرة، حيث يواجه أكثر من 36 ألف نازح أوضاعاً إنسانية صعبة، بسبب نقص الغذاء ومياه الشرب، إضافة لانعدام المأوى وغياب الخدمات الأساسية، وسط تحذيرات من “انهيار كامل” للوضع الإنساني.
وقال المتحدث باسم تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور آدم رجال، لـ”الشرق”، السبت، إن منطقة طويلة الواقعة في شمال دارفور استقبلت نحو 700 طفل دون أسرهم، داعياً المنظمات الإنسانية إلى تكثيف جهودها لتقديم الدعم والإغاثة للمتضررين.
وأوضح أن النساء والأطفال وكبار السن من أكثر الفئات تضرراً، حيث تسجل حالات متزايدة من سوء التغذية بينهم، متهماً قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات ضد النازحين قبل وصولهم إلى منطقة طويلة.
ودعا المتحدث باسم التنسيقية الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى التوصل لهدنة إنسانية وفتح ممرات آمنة لتقديم المساعدات للمدنيين.
“آخر معقل للجيش”
وسقطت عاصمة ولاية شمال دارفور، التي كانت آخر معقل كبير للجيش السوداني في إقليم دارفور بغرب السودان، في يد قوات الدعم السريع، الأسبوع الماضي، لتنهي حصاراً استمر 18 شهراً.
وكان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ندد، الخميس، بالهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، معبراً عن قلقه البالغ “إزاء تزايد خطر ارتكاب فظائع واسعة النطاق، منها فظائع بدوافع عرقية”.
وأدان أعضاء مجلس الأمن الهجوم الذي شنّته قوات الدعم السريع (RSF) على مدينة الفاشر، وما خلّفه من آثار مدمّرة على السكان المدنيين.
كما أدان أعضاء مجلس الأمن ما وصفه بـ”الفظائع المبلغ عنها التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد السكان المدنيين، بما في ذلك الإعدامات الميدانية والاعتقالات التعسفية”، وأعربوا عن قلقهم البالغ إزاء خطر ارتكاب فظائع واسعة النطاق، بما في ذلك الفظائع ذات الدوافع العرقية. ودعا الأعضاء إلى محاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات.

									 
					