شاعرة سعودية: خصائص هذا الفن تميل لطبيعة الرجل
في الحلقة الثانية من برنامج “الأ..جدل” نناقش غياب المرأة عن ميدان شعر المحاورة، بعد اكتساح تواجدها كل الميادين الأخرى القريبة والبعيدة عن المشهد الثقافي.
تقول الشاعرة السعودية الراسية في حديثها مع “أخبار 24” إن غياب المرأة عن هذا الشعر ليس لضعفها أو عدم قدرتها إنما بسبب خصائص هذا الفن التي تميل لطبيعة الرجل، حيث إن النساء تغلب عليهن العاطفية والحساسية على عكس الرجال الذين يتمتعون بالقدرة على ضبط النفس والتحكم فيها أثناء أداء هذا الفن الذي يتطلب مواجهة وضربًا من تحت الحزام.
ويتفق مع ما تقوله الراسية، الشاعر خالد العصيمي صاحب كتاب أسرار شعر المحاورة الذي يرى في حديثه معنا أن أجواء هذا الفن التي تعتمد على الصخب وسرعة البديهة وتبادل الألفاظ الجريئة لا تناسب المرأة الشاعرة.
ويقول الناقد والأكاديمي السعودي الدكتور صغير العنزي، إن نوع هذا الشعر ذكوري خالص، وفحولي محض، وأنه يعتمد على سجل القبيلة الحربي الذي لم تتواجد فيه المرأة، وأن هذا الشعر امتداد للشعر القديم والثقافة القديمة؛ التي ترى أن الرجل هو النموذج الأعلى، والمرأة هي النموذج المهزوم، عاد شعراء المحاورة في هذا العصر امتدادًا لأسلافهم الفرزدق والأخطل الذين هزموا النساء بمجرد التطرق للعملية الجنسية.
تختلف الشاعرة السعودية صالحة الزهراني مع هذه الآراء وتقول في حديثها معنا إن المرأة لم تغب عن ساحة هذا الشعر، وإنها تعرف داخل نسق القبيلة الكثير من المحاورات التي تقام في مناسبات الأفراح، وتقوم الشاعرات بالنقد والملاطفة بينهن كما في ساحات المحاورة الرجالية.
يُذكر أن شعر المحاورة أو “القلطة” فن شعبي بدأ في بوادي الحجاز قبل مئات السنين، لينتقل بعدها إلى نجد والكويت وبقية المناطق في الجزيرة، وتقوم فكرته على المبارزة بين شاعرين أو أكثر، يمررون من خلالها مفاهيم غامضة وجدلية، وتتطلب سرعة بديهة وحضورًا لغويًا كبيرًا.