يزور رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، بولندا، وألمانيا، ولاتفيا، لتعزيز الشراكات الدفاعية والصناعية، مع التركيز بشكل خاص على تنمية قطاعيْ الطاقة النووية، والمعادن الحيوية في بلاده، بحسب ما أوردته “بلومبرغ”.
ووصل كارني إلى بولندا السبت، ويعتزم لقاء رئيس الوزراء دونالد توسك يوم الاثنين، فيما سيلتقي بالمستشار الألماني فريدريش ميرتس في برلين، على أن يلتقي يوم الأربعاء، رئيسة وزراء لاتفيا، إيفيكا سيلينا، في العاصمة ريجا.
وفي العاصمة البولندية وارسو، يعتزم كارني وتوسك وضع اللمسات الأخيرة على شراكة استراتيجية ثنائية في مجال الطاقة والأمن، كما سيلتقي رئيس الوزراء الكندي قادة الأعمال لمناقشة قطاعي الطاقة النووية والطاقة النظيفة، أما في برلين، سيعلن هو وميرتس عن اتفاقية للتعاون في مجال المعادن الأساسية، وسيلتقي بمستثمرين في هذا القطاع.
ويعتزم كارني أيضاً التأكيد على التزام كندا بأمن أوكرانيا وأوروبا على المدى الطويل، إذ تُركّز محطته الأخيرة في ريجا على أكبر مهمة خارجية للقوات المسلحة الكندية، والمعروفة باسم “عملية الطمأنينة”، إذ سيزور رئيس الوزراء قاعدة عسكرية، ويلتقي بالجنود.
ويسعى الزعيم الكندي جاهداً لتنويع علاقات بلاده التجارية وتقليل اعتمادها الأمني على الولايات المتحدة، واصفاً كندا بأنها “الأكثر أوروبية بين الدول غير الأوروبية”.
الرسوم الجمركية بين كندا والولايات المتحدة
وتأتي هذه الزيارة بعد يوم من إعلان كارني عزمه على إلغاء العديد من الرسوم الجمركية الانتقامية على المنتجات الأميركية، في إشارة إلى قرارات الرئيس دونالد ترمب، بعد أن تجاوزت كندا الموعد النهائي المحدد لها في الأول من أغسطس دون التوصل إلى اتفاق تجاري.
وقال كارني في مؤتمر صحافي في أونتاريو، إن الرسوم الكندية على السيارات والصلب والألومنيوم الأميركية ستبقى قائمة في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة أوضحت مؤخراً أنها لن تفرض رسوماً على السلع الكندية الملتزمة باتفاقية التجارة الحرة الأميركية-المكسيكية-الكندية (USMCA)، واصفاً ذلك بالتطور الإيجابي.
وأضاف: “في هذا السياق، ووفقاً لالتزام كندا باتفاقية USMCA، أُعلن أن الحكومة الكندية ستواكب الولايات المتحدة بإزالة جميع الرسوم الجمركية الكندية على السلع الأميركية المشمولة تحديداً في إطار الاتفاقية”.
من جانبه، وصف ترمب قرار كارني برفع الرسوم بأنه “خطوة لطيفة”، مضيفاً من المكتب البيضاوي: “نحن نعمل على شيء ما، نريد أن نكون جيدين جداً مع كندا، أنا أحب كارني كثيراً”.
وكان كارني قد فاز في انتخابات أبريل على خلفية تعهده بالتصدي لرسوم ترمب الجمركية، لكنه منذ ذلك الحين اتخذ موقفاً أكثر ليونة، إذ ألغى في يونيو ضريبة الخدمات الرقمية التي كانت الشركات الأميركية تعارضها بشدة، وفي يوليو تراجع عن فرض عقوبات إضافية.
كما أبقى على رسوم بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم الأميركية، في وقت رفع فيه ترمب الرسوم على الصلب والألومنيوم الكندي إلى 50%.
وكندا هي ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بعد المكسيك، وأكبر مشتر للصادرات الأميركية.
وتعتبر كندا الوجهة الرئيسية لصادرات 36 ولاية أميركية، إذ تعبر الحدود يومياً سلع وخدمات بقيمة تقارب 3.6 مليار دولار كندي (2.7 مليار دولار أميركي)، كما تشكل كندا حوالي 60% من واردات الولايات المتحدة من النفط الخام، و85% من واردات الولايات المتحدة من الكهرباء.