أعلنت قوى وفصائل فلسطينية من بينها حركة “حماس”، الخميس، عقد مناقشات في العاصمة المصرية القاهرة بشأن مجمل التطورات السياسية، والميدانية، وخاصة الحرب الإسرائيلية على غزة، داعيةً مصر لـ”رعاية اجتماع وطني طارئ لكافة القوى والفصائل الفلسطينية، بهدف الاتفاق على استراتيجية وطنية لمواجهة مخططات الاحتلال”.
وذكرت الفصائل، في بيان، أن المشاركين “أكدوا أن الأولوية القصوى في هذه المرحلة هي الوقف الفوري والشامل للعدوان، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية فوراً بشكلٍ آمن ودون عوائق”.
وشددت على ضرورة “التجاوب الكامل مع مبادرات ومقترحات الحل بما يحقق متطلباتنا الوطنية، بإنهاء العدوان وانسحاب قوات الاحتلال ورفع الحصار الظالم”.
وأعربت الفصائل المشاركة عن تقديرها لـ”الجهود الكبيرة” التي تقوم بها مصر وقطر “في دعم القضية الفلسطينية، وعملها على إنهاء معاناة شعبنا من التجويع، وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى قطاع غزة بما يسهم في تخفيف معاناة شعبنا”.
الوحدة الوطنية الفلسطينية
كما عبّرت الفصائل، عن تقديرها لمساعي القاهرة والدوحة من أجل “تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية”.
وأشار البيان، إلى أن المجتمعين بحثوا المخططات الإسرائيلية بـ”اتجاه إعادة احتلال قطاع غزة ومحاولة تهجير شعبنا أو قسم كبير منه تحت مسمياتٍ عديدة، مثل فرض السيطرة على القطاع، أو ما شابه من تسميات لا تعكس حقيقة ما يقوم به من جرائم ضد القانون والإنسانية”.
وتحدث البيان كذلك، عن المواقف الإسرائيلية “المعطلة والأخبار المتضاربة التي يبثها العدو حول مواقفه من هذه الجهود، وكان آخرها الانسحاب غير المبرر من المفاوضات في الدوحة بعد أن كادت المفاوضات غير المباشرة تصل إلى اتفاق جاد”.
وحذرت القوى والفصائل الفلسطينية من “المخطط التهويدي الصهيوني في الضفة المحتلة”، مشيرة إلى أن تل أبيب “تسعى لفرض السيطرة الكاملة، وتهجير السكان، ومصادرة الأراضي، وإدخال ملايين المستوطنين ضمن مخطط إحلالي متدرّج”.
ولفتت إلى أن إسرائيل تسعى لـ”التهجير الصامت، ومصادرة الأراضي، وانتهاك المقدسات، وتقسيم الحرم القدسي زمانياً ومكانياً”، مشددةً على “ضرورة وضع خطط وطنية عاجلة لمواجهة هذا المشروع وحماية الوجود الفلسطيني والعربي وإجهاض المخططات الاستعمارية”.
وترى الفصائل، أن “مواجهة المخططات الصهيونية في الضفة وغزة تتطلب بناء وحدة وطنية حقيقية وجدية”.
اجتماع طارئ برعاية مصرية
ودعت الفصائل “مصر إلى رعاية واحتضان عقد اجتماع وطني طارئ لكافة القوى والفصائل الفلسطينية”، موضحة أن الهدف يتمثل في “الاتفاق على الاستراتيجية الوطنية والبرنامج العملي لمواجهة مخططات الاحتلال، ووقف الإبادة، وتحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته الوطنية، وخاصة استعادة وحدتنا الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.
وتطرقت إلى “رؤية إسرائيل الكبرى”، معتبرةً أنه “مشروع توسعي صهيوني يهدد الأمن القومي العربي، وحقوق الشعب الفلسطيني”.
وحضر اجتماع القاهرة عدة قوى وفصائل فلسطينية من بينها حركة “حماس”، و”حركة الجهاد”، و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، و”تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح”.
شروط إسرائيل لإنهاء الحرب على غزة
وفي وقت سابق الخميس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابينيت” حدد خلال اجتماعه، الأسبوع الماضي، ما سماه “5 مبادئ” لإنهاء الحرب في غزة، منها “نزع سلاح” حركة “حماس”، و”فرض سيطرة أمنية إسرائيلية على قطاع غزة”.
وذكر نتنياهو في مؤتمر صحافي: “قبل أسبوع عقد اجتماع لمجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) وحددنا 5 مبادئ لإنهاء الحرب وهي نزع سلاح حماس، واستعادة جميع المحتجزين، الأحياء، والأموات”.
ووفقاً لنتنياهو، تضمنت الشروط كذلك “نزع السلاح من قطاع غزة، ليس فقط نزع سلاح حماس، بل ضمان عدم إنتاج سلاح في القطاع، وعدم تهريب سلاح إلى داخل القطاع”، و”فرض سيطرة أمنية إسرائيلية على قطاع غزة، بما يشمل أيضاً المحيط الأمني”.
وتحدث نتنياهو عن “إقامة إدارة مدنية بديلة لا تكون تابعة لحماس ولا السلطة الفلسطينية”، زاعماً أن هذه المبادئ “ستضمن أمن إسرائيل”.
مفاوضات وقف إطلاق النار
وفي محاولة لتجنب التصعيد العسكري الذي تخطط له إسرائيل، تحاول مصر إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، إذ تستضيف وفداً من “حماس” بقيادة خليل الحية.
وأجرى وفد حركة “حماس” مباحثات مع مسؤولين مصريين في القاهرة لبحث جهود استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، فيما أفادت مصادر مطلعة لـ”الشرق”، بأن الوسطاء يعملون على “مقترح جديد لاتفاق شامل” يبدأ بهدنة مدتها شهرين، ويتضمن “صفقة شاملة” لتبادل الأسرى.
وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس “حماس”، في تصريحات لـ”الشرق”، إن اللقاءات مع المسؤولين المصريين “تناقش سبل وقف حرب الإبادة والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجهود استئناف المفاوضات وإدخال المساعدات بكميات كافية”.
ولفت إلى أن “المشاورات التي يجريها الوفد في مصر تتناول أيضاً العلاقات الفلسطينية الداخلية، من أجل التوصل إلى توافقات وطنية حول مجمل القضايا السياسية”.
وقال مصدر فلسطيني مطلع لـ”الشرق”، إن القاهرة ستستضيف اجتماعات للفصائل الفلسطينية “قريباً”، لبحث “ترتيب الوضع الداخلي”، خصوصاً ما يتعلق بـ”اليوم التالي للحرب”، وإدارة شؤون القطاع بعد انتهاء الحرب.
وأضاف المصدر، أن “مصر تجري اتصالات للدفع باتجاه ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني”.