اكد الوزير السابق ميشال فرعون اننا نعيش مرحلة حافلة بالتحديات، وبالآمال، وعلينا العمل جميعا ولا ننتظر الحلول من الخارج ،بل الشروع بورشة اصلاحية شاملة.
كلام فرعون جاء خلال حفل تكريم لشخصيات كاثوليكية بارزة طبعت تاريخ الروم الملكيين الكاثوليك واسست للعب دور قيادي للطائفة وكرستها على انها جسر عبور لسائر الطوائف في ظل سياسات الاعتدال.
حفل التكريم الذي نظمته جمعية الانتشار الرومي الملكي ورئيسها البروفسور يوسف بخاش بالتعاون مع بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك جرى في ختام الجلسة الختامية للمؤتمر بحضور غبطة البطريرك يوسف العبسي وممثلين عن الرؤساء الثلاثة ونواب ووزراء وحشد من الشخصيات السياسية والوجوه القصائية والامنية ومطارنة الطائفة وممثلين عن رؤساء طوائف.
واستهل فرعون كلمته بالثناء على عمل الجمعية الرومية الجاد وعلى تنظيمها لهذا المؤتمر الهام، وبتهنئة غبطة البطريرك العبسي والسادة الاساقفة على انجاز السينودوس في عاصمة الكثلكة ـ زحلة لما تمثله هذه المدينة من رمزية كاثوليكية ووطنية.
واشار الى أنه بالرغم من أن غالبية أبناء الطائفة الكاثوليكية يقطنون ضمن نطاق ابرشية بيروت وجبل لبنان، يبقى لزحلة دورها الاستثنائي والرمزي على اكثر من صعيد، فقد كانت عائلة فرعون دائمة الالتزام ببيروت كما زحلة وبعلبك، وكان هاجسها منذ القرن التاسع عشر وما قبل الانتداب الفرنسي، العمل على فتح طريق بيروت الشام التي تمر بزحلة وأن يكون مرفأ بيروت مرفأ لبلاد الشام من اجل تصدير الحرير.
كما كان دور كل من يوسف وفيليب فرعون بدعم المطران مغبغب في مطالبه من اجل أن تكون زحلة والبقاع ضمن دولة لبنان الكبير.
وتابع قائلا: دور زحلة الاستثنائي في معركة الاستقلال، حيث انه لم يكن يوجد مقعدا للروم الكاثوليك في بيروت بل كان في البقاع، لذلك ترشح هنري بك فرعون في البقاع بدعم من جان بك سكاف وصبري بك حماده، وعلي حيدر (الجبار) وفازت لائحته بخمسة مقاعد من اصل سبعة، وما كان لذلك من دور مفصلي في معركة الاستقلال، ثم اعادة ترشيح هنري فرعون في البقاع لدورة 1947 بدعم من جان بك سكاف أيضاً، فيما ترشح جوزيف بك سكاف في الجنوب على لائحة أحمد بك الاسعد بالتوافق الكامل مع فرعون .
ومن ثم في انتخابات 1951 بعد اقرار مقعد للروم الكاثوليك في بيروت، فترشح عليه هنري فرعون مترئسا لائحة الجبابرة التي ضمت آنذاك صائب بك سلام وعبدالله اليافي وسامي الصلح، والتي فازت بكاملها، كما نجح جان بك سكاف في زحلة عن المقعد الذي كان يتولاه هنري فرعون، كما في انتخابات عام 2009 ومن خلال فوز اللائحة المدعومة من قوى 14 اذار بأكملها اي سبعة نواب ساهمت زحلة مع فوز لائحتنا في الأشرفية بخمسة نواب في فوز القوى السيادية بعد 7 أيار وتفاهم الدوحة، إلا أنه في 2011 قد تم الانقلاب على هذا الفوز .
وتابع: أورد هذه الحقائق التاريخية لأظهر كم كان ترابط آل فرعون وثيقا وقويا مع زحلة والبقاع، وللدلالة على ذلك أيضاً، أن أحد شخصيات آل فرعون ويدعى الياس فرعون الذي كان ترجمانا خاصا بنابوليون خلال حملته على مصر، وتكريما وتقديرا له أطلق عليه نابوليون لقب “كونت بعلبك”.
ورأى أن نعيش في هذه المرحلة الكثير من الهواجس والآمال، ولكن علينا أن لا ننتظر الحلول من الخارج، إنما علينا فتح ورشة اصلاح حقيقية، خصوصا ان طائفتنا هي طائفة اصلاحية.
نقول هذا الكلام امام صاحب الغبطة، فمنذ ولادة هذه الطائفة من 300 سنة، وهي طائفة اصلاح والشخصيات الكبيرة التي يتم تكريمها في هذه المناسبة، كان معيارها الكبير هو العطاء والخدمة والتضحية وليس الاستفادة الخاصة، فقد كان هاجسهم خدمة الناس والوطن.
وحتى نكون أوفياء لزعماء الاستقلال، علينا أن نعود لنشجع الاداء السياسي الذي يرتكز على الأخلاق والقيم الوطنية، ولنبحث كيف يمكننا ان نقدم ونخدم البلد ليس أن يكون المعيار مدى الاستفادة الخاصة أو وكأننا في سباق من اجل الاستفادة وجمع المكاسب.
وختم فرعون قائلا: المهم اليوم هو الاسراع في ورش الاصلاح، وفي النهاية يهمنا التأكيد بحسب ما تفضل به سيدنا صاحب الغبطة، أن ندعو دائما للوحدة، حيث أننا نسمع كثيرا عن تهميش ومحاولات هضم لحقوق الطائفة، من هنا أؤكد لكم أننا إذا نظرنا فقط للكفاءات وللدور الوطني ولعطاءات طائفتنا للبنان، لا يمكن لأحد أن يهمش طائفة الروم الكاثوليك التي لها الدور الاساسي في استقلال لبنان، ولو أن هذا الدور تقلص خلال الحرب.
المصدر: وكالة الانباء المركزية