استقبل الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، في مقر التنظيم في صيدا، وفدًا من اللجنة الدولية لإحياء ذكرى المجزرة، يرافقه وفد من مخيم عين الحلوة، وذلك بحضور منسق اللجنة وعدد من أعضاء التنظيم.
وللمناسبة، قام الوفد بوقفة عند النصب التذكاري للشهيد معروف سعد، حيث وضعوا إكليلًا من الزهر عربون وفاء وتقدير لمسيرته النضالية.
وخلال اللقاء، ألقى سعد كلمة رحّب فيها بالوفد القادم من إيطاليا وعدد من الدول الأوروبية، وبالأخوة والأخوات من فلسطين، وقال:”أرحب بكم جميعًا في مدينة صيدا، عاصمة الجنوب اللبناني، التي كان لها دور بارز في التضامن مع الشعب الفلسطيني في مختلف مراحل نضاله، كما ساهمت في انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية عام 1982 في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وقدمت العديد من الشهداء والجرحى والأسرى. وصيدا مستمرة اليوم في احتضان قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة فوق أرضه، إلى جانب وقوفها مع أبناء الجنوب اللبناني الذين عانوا القتل والتهجير والتدمير على يد العدو الإسرائيلي “.
اضاف: “إننا نحتفل اليوم بذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، التي رفعت لواء تحرير الأرض وصد العدوان، وناضلت من أجل حقوق اللبنانيين في الصحة والتعليم والسكن والعمل والضمانات الاجتماعية، إلى جانب تطوير النظام السياسي في لبنان. من المؤسف أن الأمم المتحدة تراجعت عن قرارها السابق باعتبار الصهيونية حركة عنصرية، في وقت تمارس فيه إسرائيل كل أشكال الجرائم ضد الإنسانية، من تطهير عرقي وإبادة وتجويع جماعي بحق الشعب الفلسطيني، بغطاء أميركي واضح”.
وتابع: “لقد دعمت الولايات المتحدة الحروب الإسرائيلية ضد فلسطين والشعوب العربية، ووظّفتها في خدمة مصالحها، في ظل غياب استراتيجي عربي عاجز عن مواجهة هذه المخاطر. وما حصل عام 1982، من اجتياح للبنان وغدر بمخيم صبرا وشاتيلا بعد انسحاب القوات الفلسطينية، يشكّل نموذجًا للجرائم الصهيونية التي لا بد من مواجهتها. إننا أمام تحديات خطيرة، أبرزها محاولات فرض تسويات سياسية وأمنية على لبنان تحت عنوان المناطق الاقتصادية التي تخفي أهدافاً أمنية لمصلحة العدو، مع حديث عن إشراف القوات الأميركية بعد انتهاء مهمة اليونيفل. نحن نرفض هذا المنطق، ونرفض أي تنازلات تمسّ سيادة لبنان وأمنه”.
وختم: “كما أن مشاريع تهجير الفلسطينيين من أرضهم لن تمر، فالشعب الفلسطيني مقاوم وصامد، كما هو الشعب اللبناني. وندعو إلى توافقات لبنانية واسعة لمواجهة هذه التحديات، وإلى خطاب وطني جامع غير طائفي، لأن لبنان مهدد بمخاطر كبرى”.
كذلك ألقى وفد اللجنة كلمة قال فيها: “نشكر النائب أسامة سعد على مداخلته. نحن هنا لنؤكد أن مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية قبل 43 عامًا ستبقى حاضرة في ذاكرتنا، ولن نسمح بنسيانها. هذه المجزرة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها إبادة، لم يُحاسب مرتكبوها حتى اليوم. واليوم نرى الإبادة ذاتها تُرتكب في غزة، حيث تجاوز عدد الضحايا 65 ألفًا، فيما يستمر العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان وسوريا”.
اضاف: “نرفض محاولات إسرائيل إنهاء القضية الفلسطينية، ونؤكد أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدًا. كما نشدد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للبنان، ووقف محاولاته إنشاء مناطق عازلة على حساب السيادة اللبنانية.نثمّن مواقف النائب أسامة سعد الوطنية ودعمه الدائم للمخيمات والقضية الفلسطينية. كما نؤكد أن إسرائيل لم تتمكن من احتلال العقلية الفلسطينية رغم احتلالها للأرض”.
وختم: “إن سيادة لبنان واستقلاله مهددان بشكل مباشر، والولايات المتحدة تحاول فرض نفوذها السياسي مقابل بعض المساعدات الاقتصادية. لكن شعوب العالم تقف إلى جانب فلسطين، والتظاهرات في كل مكان تعبّر عن ذلك، كما أن حركة مقاطعة إسرائيل تتوسع على مختلف المستويات. ونخص بالتحية المرأة الفلسطينية على دورها الكبير في الصمود والمقاومة”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام