أوصى الباحثون بضرورة تقليل استهلاك الأطعمة المعالَجة
كشفت دراسة حديثة تابعت أكثر من 100 ألف شخص في الولايات المتحدة، أن تناول كميات مرتفعة من الأطعمة فائقة المعالَجة قد يرفع خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة تصل إلى 41%، ما يعزز القلق المتزايد بشأن تأثير هذه الأطعمة على الصحة العامة.
الأطعمة المعالَجة تؤثر سلبًا على صحة الجهاز المناعي
وشملت الدراسة التي نُشرت في دورية Thorax العلمية تحليلًا للعلاقة بين استهلاك الأطعمة المعالَجة وخطر الإصابة بأنواع مختلفة من سرطان الرئة، ووجد الباحثون أن الاستهلاك المرتفع لهذه الأطعمة ارتبط بزيادة في خطر الإصابة بكل من سرطان الرئة من النوع غير صغير الخلايا (NSCLC) وسرطان الخلايا الصغيرة (SCLC).
وتشمل الأطعمة فائقة المعالجة التي رُبطت بزيادة الخطر الغذاء المصنع والمحفوظ مثل الخبز المُعد بكميات كبيرة، والمشروبات الغازية، والمثلجات، والنودلز سريعة التحضير، والحلويات، والوجبات الجاهزة، وتشير التقديرات إلى أن هذه الأطعمة تمثل نحو 60% من إجمالي الطاقة المستهلكة في الولايات المتحدة، وهو ما يعكس اعتمادًا متزايدًا عليها في الأنظمة الغذائية الحديثة.
وبحسب موقع Medical News Today، فإن الأطعمة المعالَجة تؤثر سلبًا على صحة الجهاز المناعي، وتحدث خللًا في ميكروبيوم الجسم (وهو التوازن البكتيري الطبيعي في الأمعاء)، كما أنها تحتوي على مكونات مضافة وملوثات محتملة قد تكون مرتبطة بخطر الإصابة بالسرطان، منها بعض المواد الحافظة والنكهات الصناعية والمستحلبات.
ورغم أن الدراسة لم تثبت العلاقة السببية المباشرة بين استهلاك الأطعمة المعالَجة وسرطان الرئة، فإنها تسلط الضوء على علاقة لافتة ومقلقة تستدعي مزيدًا من الأبحاث لتفسير الآليات البيولوجية المحتملة لهذا التأثير.
وقال الدكتور نيليش فورا، أخصائي أمراض الدم والأورام في معهد تود للسرطان في كاليفورنيا، تعليقًا على نتائج الدراسة: “الدراسة تطرح فرضية مثيرة للاهتمام، لكنها تحتاج إلى المزيد من الأبحاث لتأكيد هذا الادعاء”، مشيرًا إلى أهمية عدم القفز إلى الاستنتاجات دون دعم علمي كافٍ.
وأوصى الباحثون وخبراء الصحة العامة بضرورة تقليل استهلاك الأطعمة المعالَجة، واعتماد نظام غذائي متوازن يعتمد على الأغذية الطازجة والطبيعية، مثل الخضروات والفواكه والبروتينات الخالية من الدهون، بما يعزز الصحة العامة ويحدّ من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة بما فيها السرطان.