«أفريقيا مجرد حفرة قذرة»… رسائل عنصرية صادمة تفضح مرشح ترمب لمنصب بارز
كشفت رسائل نصية مسرّبة، اطّلعت عليها صحيفة «بوليتيكو»، أن بول إنغراسيا، مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لرئاسة مكتب المستشار الخاص، أدلى بتصريحات عنصرية وصادمة تجاه الأميركيين من أصول أفريقية، بالإضافة إلى إشارات تعاطف مع الفكر النازي.
وفي سلسلة من الرسائل النصية مع عدد من النشطاء الجمهوريين، وصف إنغراسيا عطلة مارتن لوثر كينغ بأنها يجب أن «تُلقى في الدائرة السابعة من الجحيم»، وأضاف: «أعترف بأن لديَّ نزعة نازية أحياناً».
خطاب عنصري
وفي يناير (كانون الثاني) 2024، كتب إنغراسيا: «كان مارتن لوثر كينغ هو جورج فلويد الستينات، وعيدُه يجب أن يُلغى ويُلقى في الجحيم حيث ينتمي».
وفي رسالة أخرى استخدم فيها وصفاً عنصرياً بحق ذوي البشرة السوداء، كتب: «لا مزيد من العُطل للمولينون… من كوانزا إلى يوم مارتن لوثر كينغ إلى شهر تاريخ السود إلى يوم التحرر (Juneteenth)… يجب القضاء عليها جميعاً».
وأكّد شخصان مشاركان في تلك المحادثات صحة الرسائل، في حين عرض أحدهما الرسائل كاملة على «بوليتيكو»، التي تحقّقت من أن الرقم يعود لإنغراسيا. أما الثاني فذكر أن المحادثات وقعت بالفعل، رغم حذفه الرسائل لاحقاً.
تبريرات ومحاولات إنكار
ردّ محامي إنغراسيا، إدوارد أندرو بالتزيك، قائلاً إن بعض النصوص «ربما كانت تهكمية أو خارج سياقها».
وأضاف: «حتى لو كانت هذه الرسائل صحيحة، فإنها تُقرأ بوضوح على أنها سخرية ذاتية من الصورة النمطية التي يرسمها الليبراليون عن أنصار ترمب بأنهم نازيون».
وفي بيان لاحق، أشار بالتزيك إلى أنه «من الصعب التحقق من صحة الرسائل المسرّبة في عصر الذكاء الاصطناعي»، وقال إن هناك «جهات مجهولة تسعى لتشويه صورة إنغراسيا».
هجمات على السود والآسيويين
في نقاش حول موظفة بحملة ترمب تعمل على استقطاب الناخبين من الأقليات، كتب إنغراسيا، إنها «لا تُظهر تقديراً كافياً لكون المؤسسين البيض هم من أنشأوا هذا البلد»، وقال إن عليها «قراءة كتاب (إذا كانت تستطيع) عن جورج واشنطن وتأسيس أميركا».
وفي يناير، كتب إنغراسيا عن السياسي الجمهوري من أصل هندي فيفيك راماسوامي: «لا تثق مطلقاً بالصينيين أو الهنود… مطلقاً».
وفي محادثة أخرى حول سلوك الأميركيين من أصل أفريقي، قال إنغراسيا: «السود يتصرفون على هذا النحو لأنه طبعهم… لا يُمكنك تغييرهم»، وتابع: «أفريقيا بأكملها مجرد حفرة قذرة، وستظل كذلك دائماً».
تأييد للنازية وترويج لهيمنة الرجل الأبيض
عندما اتهمه أحد المشاركين في الدردشة بأنه «يبدو كأنه قومي أبيض»، دافع إنغراسيا عن نفسه قائلاً: «الدفاع عن المؤسسين ليس عنصرية بيضاء»، وأضاف: «البيض هم مَن بنوا هذا البلد»، ثم كتب: «علينا الاحتفاء بالرجال البيض وبالحضارة الغربية، ولن أتراجع عن ذلك».
وفي فبراير (شباط) 2024، كتب: «نحتاج إلى رجال بيض أكفاء في مراكز القيادة… كان المؤسسون مخطئين حين قالوا إن جميع البشر خلقوا متساوين. علينا رفض هذا الجزء من تراثنا».
سجل سابق من التصريحات المتطرفة
وإنغراسيا، البالغ من العمر 30 عاماً، هو حلقة الوصل بين البيت الأبيض ووزارة الأمن الداخلي، وقد خضع سابقاً لتحقيق داخلي بشأن مزاعم تحرّش جنسي، قبل أن تُسحب الشكوى لاحقاً.
وتُشير التقارير إلى أن إنغراسيا له ارتباطات سابقة مع شخصيات مثيرة للجدل، مثل نيك فوينتيس، وهو قومي أبيض معروف، وأندرو تيت، المتهم في بريطانيا بالاتجار بالبشر والاغتصاب.
وبعد طرد فوينتيس من فعالية لجماعة «Turning Point USA»، وصف إنغراسيا القرار بأنه «فظيع». كما وصف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بأنه «عملية تضليل» بعد أسبوع من هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وفي مارس (آذار) 2023، صرّح إنغراسيا بأن التعليم يجب أن يُركّز على «رفع مستوى الفئة ذات معدل الذكاء الأعلى من السكان… أي الشباب البيض المستقيمين».
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023، كتب عبر منصة «إكس»: «الرجال البيض المتميزون ليسوا فقط بناة الحضارة الغربية، بل هم الأقدر على تقدير ثمارها».