رفع المغربي ياسين بونو، حارس مرمى فريق الهلال الأول لكرة القدم، عدد تصدياته من علامة الجزاء طيلة مسيرته إلى 15، توزّعت على 8 جزائيات، و7 ركلات ترجيحية، بعد تصديه ركلة جزاء نفذها الاوروغوياني فيديريكو فالفيردي في الدقيقة 92 منحت القطب العاصمي نقطة ثمينة أمام ريال مدريد في بطولة كأس العالم للأندية، الأربعاء.
وبرهن بونو، البالغ من العمر 34 عامًا، على أنه رجل اللحظات الكبرى والحاسمة، معيدًا ذكريات تألقه على المسرح المونديالي على وجه التحديد.
قبل 3 أعوام في قطر، تصدى بونو لركلتي ترجيح في مواجهة دور الـ 16 من كأس العالم 2022 بين إسبانيا والمغرب، ليقود «أسود الأطلس» إلى تأهل تاريخي لدور الثمانية.
بونو بدأ رحلته المظفرة من قطاع الناشئين بنادي الوداد البيضاوي المغربي، بعد عودته من كندا التي عاش فيها حتى سن الثامنة من عمره رفقة والديه.
وتدرج بونو في الفئات السنية حتى تم تصعيده إلى الفريق الأول ليصبح الحارس الأساسي، لكن طموحه لم يتوقف عند النجاح في بلاده، حيث لم يتردد في قبول عرض أتلتيكو مدريد الإسباني.
واختار بونو اللعب مع الفريق الرديف لأتلتيكو على مكانته الأساسية في الوداد حتى يبدأ رحلته الاحترافية الأوروبية، وأظهرت هذه الخطوة عزيمته الكبيرة لتحقيق أحلامه، ولكنها اصطدمت بصخرة اسمها السلوفيني يان أوبلاك، الحارس المتألق مع قطب العاصمة الإسبانية المسيطر على المركز الأساسي.
بونو اضطر إلى البحث عن فرصة عبر رحلتي إعارة إلى ريال سرقسطة ثم جيرونا الإسبانيين، ومع هبوط الأخير إلى الدرجة الثانية ذهب في إعارة ثالثة إلى إشبيلية عام 2019.
وبدأ بونو علاقته الجيدة مع التصدي لركلات الجزاء، بعد انتقاله إلى إشبيلية في موسم 2019ـ2020، إذ قاد فريقه إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي، بعد تصديه ركلة نفذها المكسيكي راوول خيمينيز، في الدقيقة 13 من مواجهة وولفرهامبتون الإنجليزي في ربع النهائي، التي حسمها الفريق الأندلسي بهدف دون رد، علمًا أن بونو تُوّج باللقب ذاك الموسم، بعد فوز إشبيلية على مانشستر يونايتد وإنتر ميلان في نصف النهائي والختام على التوالي.
وتصدى بونو لركلتيْن جزائيتيْن في الدوري الإسباني موسم 2020ـ2021، أولهما من تنفيذ الفرنسي نبيل فقير في مباراة بين إشبيلية وريال بيتيس، والأخرى لخوسيلو، مهاجم ديبورتيفو ألافيس، ثم تصدّى لركلة نفذها ميكيل أويارزابال، لاعب ريال سوسيداد في موسم 2021ـ2022، وأخرى لخوسيه جايا، لاعب فالنسيا، خلال موسم 2022ـ2023.
وعلى مستوى دوري روشن السعودي، تصدّى بونو لركلة جزائية وحيدة في نوفمبر الماضي، حين أوقف تسديدة كونستانتينوس فورتونيس، في مواجهة الهلال والخليج لحساب الجولة الـ 11، ولو أن عبد الله آل سالم تابع الكرة المرتدة، مسجلًا أول أهداف الخليج، تمهيدًا لخسارة الهلال بنتيجة 2ـ3.
وفي 29 أبريل الماضي، أبقى بونو على حظوظ الهلال ببلوغ المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا للنخبة، عندما تصدّى لركلة جزاء نفذها فرانك كيسيه، لاعب الأهلي، عند الدقيقة 86 من الكلاسيكو السعودي في نصف النهائي، في وقت كانت تشير فيه النتيجة إلى تقدّم الأهلي 2ـ1، لكن فراس البريكان حسم المواجهة بهدف ثالث في شباك بونو عند الدقيقة 97.
ولم يقتصر تألق بونو على ركلات الجزاء فحسب، إنّما كان له دور أكثر تأثيرًا في ركلات الترجيح، فتاريخ 6 ديسمبر 2022 كان شاهدًا على إنجاز تاريخي له ولمنتخب بلاده، عندما تصدّى لركلتي كارلوس سولير وسيرجيو بوسكيتس، لاعبي المنتخب الإسباني، ليشقّ طريق المنتخب المغربي إلى ربع نهائي كأس العالم.
وفي 31 مايو 2023، حقق بونو لقبه الشخصي الثاني في الدوري الأوروبي، ولعب دور البطل لإشبيلية في الركلات الترجيحية أمام روما الإيطالي في المباراة النهائية، متصديًا لركلتيْن نفذهما جيانلوكا مانشيني وروجر إيبانيز.
وتصدّى بونو لـ 3 ركلات ترجيحية خلال محطته مع الهلال حتى الآن، إذ تُوّج بلقب كأس خادم الحرميْن الشريفيْن، في 31 مايو 2024، بعدما أوقف تسديدتي علي الحسن ومشاري النمر، لاعبي النصر، في المباراة النهائية، قبل أن يفتح طريق الهلال إلى المباراة النهائية لكأس الدرعية للسوبر السعودي، مطلع الموسم الأخير، بعد تصدّيه لركلة نفذها جابري فيجا، لاعب الأهلي السابق، في نصف النهائي.
البراعة الاستثنائية ضد الاسبان تحديدًا ظهرت مجددًا مع الهلال أمام ريال مدريد، في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع، الأربعاء، ليؤكد بعد المباراة: «أرى ركلات الجزاء مزيجًا من الحدس والحظ، واليوم كان عليَّ أن أنجح في التصدي لها، أحيانًا تسير الأمور كما نخطط، وأحيانًا لا.. هذه هي طبيعة كرة القدم».
