وضعت بولندا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، طائراتها المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي في حالة استنفار على حدودها مع أوكرانيا، السبت، عقب هجوم روسي بالصواريخ والطائرات المسيّرة استهدف العاصمة كييف.
وأعلنت وزارة الدفاع البولندية في بيان “إرسال طائرات مقاتلة بولندية إلى الحدود مع أوكرانيا، بعد أن تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف لهجوم بصواريخ وطائرات مسيّرة روسية خلال ليلة السبت”، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
وقالت القيادة العملياتية للقوات المسلحة البولندية، إنه تم وضع طائرات مقاتلة بولندية وأنظمة الدفاع الجوي والرادار في “حالة تأهب”.
وأفادت القيادة العملياتية في بيان لها: “في ضوء نشاط الطيران بعيد المدى التابع للاتحاد الروسي، والذي شنّ غارات على الأراضي الأوكرانية، فقد بدأت عمليات الطيران العسكري في المجال الجوي البولندي”.
إجراء وقائي
وفي وقت لاحق، قال الجيش البولندي، إن سلاح الجو اتخذ “إجراءً وقائياً” لتأمين المجال الجوي للبلاد، وذلك بعد أن أفادت هيئة الطوارئ الحكومية الأوكرانية بمصرع شخص واحد على الأقل وإصابة 28 آخرين في كييف.
وأضاف أن هذه الخطوة “تهدف إلى تأمين وحماية المجال الجوي، خاصة في المناطق المجاورة للمناطق المهددة”. وفي وقت سابق السبت، خلصت بولندا إلى أنه لم يحدث أي انتهاك لمجالها الجوي.
ونتيجةً للعمليات العسكرية، أُغلقت مطارات “جيشوف” و”لوبلين” مؤقتاً في الساعات الأولى من صباح السبت، إلا أن حركة الطيران في كلا المطارين استؤنفت في وقت لاحق.
وبعد الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، أعلنت القيادة العسكرية في بولندا، انتهاء عمليات الطائرات البولندية والحليفة، وأنه لم يتم اختراق المجال الجوي البولندي، مشيرة إلى مشاركة قوات حليفة، بما في ذلك طائرات أميركية وإسبانية وأنظمة دفاع جوي هولندية.
جناح الناتو الشرقي
وتواصل الدول الواقعة على الجناح الشرقي لحلف الناتو، حالة التأهب القصوى تحسباً لاختراقات محتملة للمجال الجوي، وذلك منذ سبتمبر الماضي، عندما انتهكت 3 طائرات عسكرية روسية المجال الجوي لإستونيا، لمدة 12 دقيقة، بعد أيام من دخول أكثر من 20 طائرة مسيرة روسية المجال الجوي البولندي.
الحدود البولندية مع أوكرانيا من الجهة الجنوبية الشرقية، تمتد على مساحة تزيد عن 500 كيلومتر، إلى جانب مجاورتِها لحليفة موسكو، بيلاروس، على تماس يمتد لما يُقارب 400 كيلومتر، من جهة الشرق. وهذا التماس الحدودي، يضع بولندا، دون حلفائها في الناتو، ولا سيما الأوروبية منها، في فوهة المدفع، في حال توسٌّع التصعيد، لا سيما مع غياب المؤشرات على قرب نهاية حرب أوكرانيا.
الموقع الحسّاس، دفع الدولة، الشيوعية سابقاً، والخارجة من عباءَة المُعسكر الشرقي، إلى رفع سقف طموحها العسكري، ومضاعفة جيشها على مدى أكثر من عقد ليصبح، ثالث أكبر جيش في حلف المُعسكر الغربي، بالتوازي مع تعزيز اقتصادها، الذي دخل ضمن أكبر 20 اقتصاداً في العالم.
