تجري شركة الخطوط الجوية العربية السعودية مفاوضات متقدمة مع “سبيس إكس” لتقديم خدمة الإنترنت “ستارلينك” على متن طائراتها، في خطوة من شأنها توسيع حضور إيلون ماسك في سوق شديدة التنافسية لخدمات الواي فاي على متن الرحلات الجوية، وفقاً لأشخاص على دراية بالأمر.
وذكر الأشخاص، الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم لخصوصية المحادثات، أن “السعودية” بصدد إبرام اتفاق لتطبيق الخدمة على أسطولها المكون من أكثر من 140 طائرة.
ومن شأن التوصل لشراكة مع واحدة من أكبر شركات الطيران في الشرق الأوسط أن يشكل محطة مهمة لـ”ستارلينك” في مساعيها للتوسع في السوق العالمية للاتصال الجوي، ومنافسة شركات قائمة مثل “فياسات” (Viasat). كما يمنح الاتفاق “سبيس إكس” موطئ قدم في أكبر اقتصاد خليجي، في وقت تعمل فيه “مجموعة نيو للفضاء” (Neo Space) المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي على تطوير خدمتها الخاصة للاتصال عبر الأقمار الصناعية على متن الطائرات.
أشار روسن ديميتروف، رئيس تجربة الضيوف في “السعودية” والذي سبق أن عمل في الخطوط الجوية القطرية، عبر “لينكد إن” إلى أنه زار مؤخراً مجمع “سبيس إكس” الصناعي في تكساس للتعرف على “المستقبل المثير الذي تجلبه الشركة لقطاع الطيران”.
مفاوضات “سبيس إكس” في الشرق الأوسط
وبخلاف الناقلة الوطنية السعودية، تجري “سبيس إكس” محادثات متقدمة أيضاً مع “طيران الإمارات”، أكبر مشغل لأسطول الطائرات عريضة البدن من “بوينج” و”إيرباص” والواقع مقرها في دبي، بحسب ما أفادت به “بلومبرغ” سابقاً.
كما عرضت الشركة تقديم خدمتها عالية السرعة على “طيران الخليج” البحرينية، وفقاً لشخص مطلع على الأمر، فيما تستكشف “فلاي دبي”، الشقيقة لـ”طيران الإمارات”، إبرام عقد مماثل، وفق مصادر أخرى.
لم ترد “السعودية” و”فلاي دبي” و”سبيس إكس” على طلبات التعليق على الفور، وامتنعت “طيران الخليج” عن التعليق على المحادثات. وأشار الأشخاص إلى أن الصفقات لم تُحسم بعد، وقد تختار الشركات مزودين آخرين للخدمة.
تطوير الخطوط السعودية
تعمل السعودية على تطوير ناقلتها الوطنية ذات التاريخ الممتد لـ80 عاماً، في إطار خطة لتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط وتعزيز قطاعي السياحة والطيران. وأجرت الشركة تغييرات في إدارتها العليا، وأبرمت شراكات مع فرق رياضية، ورفعت مستوى تجربة السفر على متن طائراتها بدءً من أكواب القهوة الخاصة إلى حقائب المستلزمات الفاخرة.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة “طيران الرياض”، الناقلة السعودية الناشئة المقرر إطلاقها بنهاية العام، قد تعاقدت مع “فياسات”.
“سبيس إكس” تسوّق خدمة “ستارلينك” لشركات الطيران عبر نموذج اشتراكات مماثل لعرضها الموجه للأفراد. وتتحمل شركات الطيران تكلفة أولية للأجهزة تتراوح بين 300 ألف دولار و500 ألف دولار وفقاً للطائرة، إضافة إلى رسوم شهرية لكل مقعد، وفق وثيقة اطلعت عليها “بلومبرغ”.
رخص استخدام “ستارلينك” في المنطقة
وخلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسعودية في مايو، قال ماسك إن المملكة ستسمح باستخدام “ستارلينك” لأغراض الطيران والبحرية. وحتى الآن، لم يتم الترخيص للخدمة في الإمارات، ما يعني أن أي اتفاق مع “طيران الإمارات” أو “فلاي دبي” سيتطلب تغيير هذه السياسة. وفي المنطقة، تسمح كل من قطر والبحرين والأردن باستخدام الخدمة.
وكانت “الخطوط الجوية القطرية” أول شركة طيران في المنطقة تقدم الخدمة العام الماضي، إذ وفرتها في جميع مقصورات طائرات “بوينج 777″، وبدأت تجهيز طائرات “إيرباص A350” بالخدمة، على أن تلحقها قريباً طائرات “787 دريملاينر”.
هذا المحتوى من “اقتصاد الشرق مع بلومبرغ”