
تتصاعد حدة المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، وسط تسريبات وتقارير حول سيناريوهات تصعيدية محتملة قد تتضمن استهداف شخصيات قيادية من الطرفين، ويبرز السؤال: هل يمكن أن تقدم إسرائيل على اغتيال المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي؟
لا شكّ أن لدى إسرائيل تاريخ طويل من العمليات النوعية خارج حدودها، أبرزها اغتيال علماء نوويين إيرانيين، وقيادات في “حزب الله” و”حماس”. كما أن جهاز “الموساد” يعتبر من أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم من حيث التخطيط والتنفيذ السري.
لكن استهداف شخصية بحجم السيد خامنئي، الذي يعتبر رأس النظام السياسي والديني في إيران، يختلف جذريًا عن سابقاته، سواء من حيث الرمزية أو تداعيات الفعل.
لماذا قد لا تُقدم إسرائيل على هذا الخيار؟
إن اغتيال خامنئي قد يفجر حربًا إقليمية شاملة، تشمل هجمات من لبنان، و العراق، ومن الحوثيين في اليمن، إضافة إلى تهديد الملاحة في الخليج.
وقد تعتبر إيران الاغتيال “إعلان حرب”، وترد بعمليات واسعة النطاق تشمل ضرب إسرائيل بشكل مباشر، واستهداف مصالحها وحلفائها حول العالم.
ورغم العداء الغربي لإيران، فإن اغتيال زعيم دولة ذات سيادة يعتبر خرقًا خطيرًا للقانون الدولي، وقد يعرض إسرائيل لعزلة دبلوماسية وانتقادات واسعة.
وفي حال أقدمت إسرائيل على اغتيال خامنئي، فإن التداعيات المحتملة تشمل:
انفجار داخلي في إيران: فعلى الرغم من وجود انتقادات داخلية لخامنئي، فإن اغتياله قد يوحد الداخل الإيراني خلف النظام، ويؤدي إلى تشدد كبير في السياسة الإيرانية.
تصعيد إقليمي واسع: قد تتعرض إسرائيل لهجمات صاروخية من جبهات متعددة، كما قد يتم استهداف السفن والمنشآت النفطية في الخليج.
تدخلات دولية: الولايات المتحدة وأوروبا ستُجبر على التدخل سياسياً وربما عسكرياً، في محاولة لمنع تفكك الأمن الإقليمي، مما يزيد خطر نشوب حرب أوسع.
نختم لنقول: ان إسرائيل تدرك إدراكاً تاما أن مثل هذا الفعل قد يقلب موازين المنطقة نحو صراع كارثي لا يمكن احتواؤه بسهولة. ومع ذلك، يبقى هذا السيناريو حاضراً في خيال السياسات الاستخباراتية الاسرائيلية، كخيار أخير في حال تحولت الحرب الدائرة حاليا إلى حرب مفتوحة لا رجعة فيها.