
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وسيمون فضول، إلى جانب عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، وبحضور شخصيات دينية واجتماعية وفاعليات وحشد من المؤمنين.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: «الكلمة صار بشرًا»، شدّد فيها على أنّ إنجيل القديس يوحنا يضع المؤمنين أمام سرّ التجسّد، حيث لم يكتفِ الله بالكلام، بل صار كلمته جسدًا ودخل بها إلى تاريخ البشر. ولفت إلى أنّ عظمة هذا السر تكمن في أنّ الله شارك الإنسان ضعفه وألمه، وعاش بين الناس وسار في طرقاتهم.
وتوقف الراعي عند دور السيدة مريم، معتبرًا أنّها قبلت الكلمة أولًا بالإيمان قبل الجسد، وقالت «نعم» بحرية ومحبة، فكانت نموذجًا للمؤمن الحقيقي الذي لا يكتفي بسماع كلمة الله، بل يُجسّدها في حياته وخياراته ومسؤوليته.
وأشار إلى أنّ الكنيسة لا تريد مؤمنين يحفظون النصوص فقط، بل مؤمنين يُحوّلون الكلمة إلى أسلوب حياة، لافتًا إلى أنّ الميلاد لا ينتهي في الخامس والعشرين من كانون الأول، بل يبدأ عندما نقبل الكلمة في قلوبنا وبيوتنا وعلاقاتنا.
وفي الشأن الوطني، شدّد الراعي على أنّ لبنان اليوم بحاجة إلى كلمة تتجسّد، لا إلى خطابات، كلمة حق تتحوّل فعلًا، وكلمة مصالحة تتحوّل قرارًا، وكلمة وعد تتحوّل التزامًا. وقال إنّ الوطن لا يُبنى بالكلام الفارغ، بل بكلمات تُعاش وتُترجم سياسات عادلة وخيارات وطنية صادقة، معتبرًا أنّ إنجيل التجسّد يشكّل دعوة وطنية لتحويل القيم إلى مؤسسات، والمبادئ إلى واقع ملموس.
وختم الراعي داعيًا للصلاة من أجل لبنان كي تُشفى كلمته وتُستعاد لغة الحق والعدالة والسلام، ومن أجل كل متألّم أو فاقد للرجاء، مؤكّدًا أنّ الكلمة المتجسّدة لا تزال تسكن بين الناس وفِيهم.
وبعد القداس، استقبل البطريرك الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية، الذين قدّموا التهاني بالأعياد المجيدة.

