أوضح تقرير تقني حديث أن نماذج الذكاء الاصطناعي، ومن بينها “ChatGPT”، لا تمتلك إمكانية معرفة الوقت الفعلي أو التاريخ الحالي بدقة، نظرًا لعدم ارتباطها بساعة نظام أو مصدر زمني مباشر، حيث يعتمد على معالجة النصوص دون اتصال مستمر ببيانات حية، ما يجعله غير قادر على تحديد التوقيت الحقيقي عند سؤاله من قبل المستخدمين.
لا يُعد خللًا بل نتيجة تصميمية متعمّدة
ويرى الخبير في الروبوتات والذكاء الاصطناعي ييرفانت كولباشيان، أن محدودية “ChatGPT” في معرفة الوقت تعود لطبيعة تصميمه اللغوي البحت، إذ يشبه شخصاً يمتلك مكتبة ضخمة لكنه بلا ساعة، مؤكداً أن ربط النظام بآلية بحث فوري قد يمنحه دقة أكبر عند الحاجة، إلا أن دمج ساعة داخلية محدثة باستمرار يمثل تحديًا تقنيًا معقدًا.
ويعود ذلك إلى طبيعة نماذج اللغة الكبيرة التي تعمل بوصفها أنظمة تتنبأ بالنصوص استنادًا إلى بيانات سابقة، دون استشعار مباشر للعالم الخارجي، حيث بيّن التقرير أن إدخال مصدر زمني دائم داخل آلية عمل النموذج قد يسبب تشويشًا في “نافذة السياق” المستخدمة لمعالجة المعلومات، وهو ما يُعد تحديًا تقنيًا يؤثر على جودة الإجابات.
كما أفاد الخبراء بأن تحديث الوقت بشكل مستمر داخل النموذج قد يؤدي إلى زيادة ما يُعرف بـ”الضجيج السياقي”، مما يقلّل من دقة النموذج في المهام الأخرى، الأمر الذي يدفع الشركات المطوّرة إلى تجنّب ربط الذكاء الاصطناعي بساعة داخلية إلزامية، حيث لا يُعد هذا القيد خللًا، بل نتيجة تصميمية متعمّدة.
ومع ذلك، تتيح بعض الإصدارات إمكانية الوصول إلى الساعة أو البحث عبر الإنترنت عند منح الأذونات اللازمة، وهو ما يمكّن “ChatGPT” من تقديم توقيت دقيق بشكل مؤقت، ويظل هذا الحل محدودًا، مما يجعل الاعتماد على مصادر التوقيت التقليدية أو الأنظمة الذكية المتصلة بذاتها خيارًا أكثر موثوقية للمستخدمين.

