دعا وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الاتحاد الأوروبي إلى المشاركة في مؤتمر «إعادة إعمار غزة» الذي من المقرر أن تستضيفه القاهرة (دون تحديد موعده بعد)، وذلك خلال لقاءات عقدها مع عدد من المسؤولين الأوروبيين خلال الساعات الماضية.
والتقى عبد العاطي، الجمعة -على هامش مشاركته في «المنتدى الإقليمي العاشر لوزراء خارجية الاتحاد من أجل المتوسط» في برشلونة- الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، وقبلها بساعات التقى وزير الخارجية المصري، الخميس، مفوضة الاتحاد الأوروبي للمتوسط، دوبرافكا سويتشا.
وأكد وزير الخارجية المصري، خلال لقائه سويتشا، «مواصلة مصر جهودها لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفقاً لاتفاق (شرم الشيخ للسلام)»، مشدداً على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن غزة وضرورة تمكين قوة الاستقرار الدولية من الاضطلاع بولايتها، جنباً إلى جنب مع نفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأشار، خلال اللقاء، إلى «التطلع للمشاركة الفعّالة للاتحاد الأوروبي في المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار الذي ستستضيفه مصر»، وفق بيان صادر عن «الخارجية المصرية»، الجمعة.
وكانت القضية الفلسطينية حاضرة أيضاً خلال لقائه كالاس، وشدد عبد العاطي على «وحدة الأراضي الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ورفض مصر أي إجراءات من شأنها تكريس الانفصال بين الضفة الغربية وغزة أو تقويض فرص حل الدولتَين على الأرض»، حسب «الخارجية المصرية»، الجمعة.

وأكد عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير رخا أحمد حسن، أن «اعتراف عدد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية يُعدّ تقدماً مهماً تعمل مصر للبناء عليه. كما أن الاتحاد الأوروبي لديه علاقات ممتدة بدول المنطقة العربية، ويدرك بأنه دون إقامة الدولة الفلسطينية لن تعيش إسرائيل في سلام، وأن عدوانية الحكومة الحالية تجاه المنطقة تضر بالمصالح الأوروبية».
وأشار إلى أن «مصر تحاول على الناحية الأخرى الحفاظ على قوة دفع (لاتفاق وقف إطلاق النار) والانتقال إلى المرحلة الثانية وإعادة الإعمار، على غير ما تهدف إليه إسرائيل التي تسعى جاهدة لعرقلة الاتفاق، وهو ما يؤكد أهمية اللقاءات الدبلوماسية التي يُجريها وزير الخارجية».
وقال حسن لـ«الشرق الأوسط»، إن «دور الاتحاد الأوروبي مهم لدعم إعادة الإعمار وإنهاء الظلم الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني، ولدى الدول الأوروبية قناعة بأن تحريك الملف الفلسطيني يُسهم في إنهاء عزلة إسرائيل، وهي رغبة أميركية تأتي على رأس أسباب التوقيع على (بيان شرم الشيخ بشأن غزة) و(اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان)».

وأطلع عبد العاطي، الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي على «الجهود التي تبذلها مصر لضمان تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام»، مشدداً على «أهمية نشر قوة الاستقرار الدولية في قطاع غزة في إطار حفظ السلام».
وكان وزير الخارجية المصري قد أعرب عن تطلعه إلى «مشاركة فاعلة من قِبل دول الاتحاد الأوروبي في تمويل إعادة إعمار قطاع غزة»، مؤكداً «أهمية تفعيل الآليات الأوروبية الداعمة للشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية وتعزيز ميزانيتها»، وذلك خلال استقباله المفوضة الأوروبية للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات، حاجة لحبيب، التي تزور مصر.
وتفقدت لحبيب، والوفد المرافق لها، الجانب المصري من معبر رفح البري، الجمعة، وذلك بحضور محافظ شمال سيناء، خالد مجاور.
ووفق وسائل إعلام محلية فإن المسؤولة الأوروبية «تفقدت شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية وسيارات الإسعاف المتمركزة أمام البوابة الرئيسية للمعبر».
وثمّنت لحبيب الجهود المصرية في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشددة على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته، الجمعة، مع محافظ شمال سيناء.

