أعلن وزير الحرب الأميركي بيت هيجسيث، توجيه ضربة عسكرية استهدفت قارباً يشتبه بأنه كان ينقل المخدرات في شرق المحيط الهادئ، وذلك في اليوم نفسه الذي بدأت فيه حاملة طائرات بالتوجه إلى المنطقة، حسبما أوردت وكالة “أسوشيتد برس”.
وأضاف هيجسيث، أن الهجوم الذي وقع، الثلاثاء الماضي، أودى بحياة شخصين كانا على متن القارب، مما رفع حصيلة ضحايا حملة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مياه أميركا الجنوبية إلى 66 شخصاً على الأقل في 16 ضربة على الأقل.
وبرر ترمب الضربات بالقول إن الولايات المتحدة في “صراع مسلح” مع عصابات المخدرات، مدعياً أن القوارب تُدار من قبل منظمات إرهابية أجنبية. ولم تقدم الإدارة أدلة أو تفاصيل إضافية.
وكتب هيجسيث، خلال زيارته إلى آسيا، الأسبوع الماضي: “سنعثر على كل سفينة تنوي تهريب المخدرات إلى أميركا لتسميم مواطنينا ونقضي عليها”.
وضغط المشرعون من كلا الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)، على إدارة ترمب للحصول على مزيد من المعلومات حول المستهدفين والتبرير القانوني للضربات، نظراً لعدم تفويض الكونجرس بأي عمل عسكري.
ودعا فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، الولايات المتحدة إلى وقف الهجمات و”منع إعدام الأشخاص خارج نطاق القضاء، على متن هذه القوارب”.
حشد عسكري أميركي في الكاريبي
وتأتي هذه الضربة الأخيرة في الوقت الذي غادرت فيه حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد ر فورد” البحر الأبيض المتوسط، في طريقها إلى منطقة البحر الكاريبي.
وستنضم هذه الحاملة إلى حشد كبير من الطائرات والسفن وآلاف الجنود الأميركيين في أميركا اللاتينية.
وأكد مسؤول دفاعي، تحدث لوكالة “أسوشيتد برس”، شريطة عدم كشف هويته، لمناقشة تحركات السفن، أن حاملة الطائرات “فورد” والمدمرة “يو إس إس بينبريدج” عبرتا مضيق جبل طارق، ودخلتا المحيط الأطلسي، الثلاثاء.
وتم نشر حاملة الطائرات “فورد” في الأصل مع خمس مدمرات، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت جميعها ستتجه إلى منطقة البحر الكاريبي.
وتتواجد اثنتان من المدمرات الأخرى في مجموعة “فورد” الهجومية، وهما “يو إس إس وينستون تشرشل” و”يو إس إس ماهان”، في البحر الأبيض المتوسط الآن، حيث ترسو “ماهان” في ميناء روتا بإسبانيا.
وقال المسؤول إن المدمرتين الأخريين “يو إس إس فورست شيرمان” و”يو إس إس ميتشنر”، متواجدتان في البحر الأحمر.
ومع اتساع نطاق الضربات وحشد العتاد العسكري في المنطقة، صرّح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي تتهمه إدارة ترمب برعاية “إرهاب المخدرات”، بأن الحكومة الأميركية “تختلق” حرباً ضده.
ضربات برية؟
وخلال مقابلة برنامج “60 دقيقة” بُثّت، الأحد الماضي، على شبكة CBS، سُئل ترمب عما إذا كانت الولايات المتحدة ستخوض حرباً مع فنزويلا. أجاب: “أشك في ذلك. لا أعتقد ذلك. لكنهم يعاملوننا معاملة سيئة للغاية، ليس فقط بسبب المخدرات”.
كما سألت نورا أودونيل، في المقابلة التي أُجريت، الجمعة، ترمب، عما إذا كانت أيام مادورو معدودة. وأجاب الرئيس قائلاً: “أود أن أقول نعم. أعتقد ذلك، نعم”. ولم يُصرّح ترمب ما إذا كان سيأمر بشن ضربات برية في فنزويلا أم لا.
وأذن ترمب أيضاً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، بتنفيذ عمليات سرية في فنزويلا، بينما يتهم مادورو الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، بأنها تعمل على الإطاحة به من السلطة في فنزويلا.
وزادت واشنطن في أغسطس الماضي، مكافأتها إلى المثلين؛ أي 50 مليون دولار، لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو متهمة إياه بالارتباط بتهريب المخدرات وجماعات إجرامية، وهو ما ينفيه مادورو.

