نفي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، تلقيه أي إخطار مسبق من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الهجوم الذي شنّته إسرائيل على قطر الأسبوع الماضي، وذلك رداً على تقرير لموقع “أكسيوس” أفاد بأن تل أبيب أبلغت واشنطن بالضربة قبل تنفيذها بوقت قصير.
وعند سؤاله عمّا إذا كان نتنياهو تواصل معه مباشرة لإخطاره بأن إسرائيل ستستهدف قيادات حركة “حماس” في العاصمة القطرية الدوحة، أجاب ترمب: “لا، لم يفعل”.
وبعد نشر تقرير “أكسيوس”، شدد مكتب نتنياهو على أن الهجوم على قطر كان عملية إسرائيلية “مستقلة تماماً”، لكن الموقع نقل عن 3 مسؤولين إسرائيليين مطلعين أن نتنياهو أبلغ ترمب، صباح الثلاثاء الماضي، بنيّة استهداف قادة حركة حماس في الدوحة، وذلك قبل وقت قصير من تنفيذ الهجوم.
“51 دقيقة” قبل الهجوم
وقال 3 مسؤولين إسرائيليين لـ”أكسيوس”، إن نتنياهو اتصل بترمب عند الثامنة صباحاً بتوقيت واشنطن لإخباره بالهجوم المرتقب، فيما وقعت أولى الانفجارات في الدوحة عند 8:51 صباحاً.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إن نتنياهو أخطر البيت الأبيض في وقت متأخر، لكنه كان كافياً لإتاحة الفرصة أمام ترمب لوقف الضربة لو أراد.
وذكر مسؤول إسرائيلي كبير إن “ترمب كان على علم بالضربة قبل الهجوم.. وجرى نقاش أولاً على المستوى السياسي بين نتنياهو وترمب، ثم عبر القنوات العسكرية”.
فيما أوضح مسؤول إسرائيلي آخر، أن واشنطن أُخطرت “بوقت كافٍ” على المستوى السياسي، مضيفاً: “لو أراد ترمب إيقاف الضربة لكان قادراً على ذلك، لكنه في الواقع لم يفعل”.
وشدد المسؤولون على أن الصواريخ لم تكن قد أُطلقت حين جرى الاتصال بين ترمب ونتنياهو، وأشاروا إلى أن إسرائيل كانت ستلغي العملية لو اعترض ترمب.
فيما رفض البيت الأبيض الخوض في تفاصيل التسلسل الزمني، ولم يوضح المسؤولون الإسرائيليون ما إذا كان نتنياهو قد طلب صراحة إذن ترمب أو اكتفى بإخباره بالعملية.
“إنكار” لدواعٍ سياسية
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منشور على منصة “إكس”، الاثنين، أن استهداف قادة “حماس” في الدوحة كان عملية إسرائيلية “مستقلة تماماً”.
وقال نتنياهو أكثر من مرة إن الهجوم كان “قراراً إسرائيلياً أحادياً”، بما في ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الاثنين إلى جانب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي من المقرر أن يتوجه، الثلاثاء، إلى الدوحة لإجراء محادثات مع المسؤولين القطريين.
كما أكد مسؤول إسرائيلي ثالث أن تل أبيب أخطرت الإدارة الأميركية مسبقاً، لكنه أشار إلى أن إسرائيل قررت لاحقاً التماشي مع رواية البيت الأبيض بإنكار العِلم المسبق “من أجل مصلحة العلاقة الأميركية- الإسرائيلية”.
وأضاف مسؤول إسرائيلي رابع: “الأميركيون يتظاهرون.. لقد أبلغناهم بالهجوم”. في حين قال مسؤول خامس إن الإدارة الأميركية لديها أسباب واضحة للنأي بنفسها عن الضربة”.
بينما اعتبر مسؤول سادس أن هذه ليست المرة الأولى التي “يختلق فيها” فريق ترمب رواية مختلفة عن محادثاته مع إسرائيل لـ”دواعٍ سياسية”.
وأشار “أكسيوس” إلى أن “الهجوم في الدوحة هز العلاقات الأميركية القطرية، وأثار توتراً بين واشنطن وتل أبيب، وزاد من عزلة إسرائيل إقليمياً ودولياً”.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أن المعلومات الاستخباراتية بعد الهجوم أظهرت أن القيادات العليا لـ”حماس” غادرت المبنى قبل الهجوم بوقت قصير.
الرواية الأميركية.. إخطار متأخر
وكان البيت الأبيض قال إن الإخطار وصل بعد أن كانت الصواريخ قد أُطلقت بالفعل، وهو ما لم يمنح ترمب أي فرصة للاعتراض على الهجوم وفق “أكسيوس”.
وعندما سُئل ترمب، الثلاثاء الماضي، عما إذا كان قد أُبلغ مسبقاً من جانب إسرائيل، قال إنه لم يُخطر. وعبّر علناً عن رفضه للهجوم، لأن قطر تُعد حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت لـ”أكسيوس”: “كما ذكر الرئيس ترمب، فقد أبلغه الجيش الأميركي بالهجوم الإسرائيلي على قادة حماس في الدوحة، وعلى الفور وجّه مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف لإبلاغ السلطات القطرية”.
وكانت الرواية التي عرضها المسؤولون الأميركيون الأسبوع الماضي تفيد بأن الجيش الأميركي رصد مقاتلات إسرائيلية في الجو، وطلب توضيحاً من إسرائيل، لكن الرد لم يصل إلّا بعد أن كانت الصواريخ قد انطلقت بالفعل باتجاه اجتماع قادة “حماس” في الدوحة.
وأوضحت الإدارة الأميركية أن ويتكوف أخطر القطريين، لكن القصف كان قد وقع بالفعل. بينما ذكرت وسائل إعلام أميركية، أن ترمب لم يتم استشارته قبل العملية.
وذكر “أكسيوس” أن قصف حليف للولايات المتحدة دون التشاور مع واشنطن يُعد خطوة جريئة للغاية من جانب إسرائيل، خصوصاً أن قادة حماس كانوا مجتمعين لمناقشة أحدث مقترحات ترمب بشأن غزة.