بدأت شركة أبل الأميركية، الاثنين، طرح الإصدار الجديد من نظام تشغيل هواتفها الذكية iOS 26 للمستخدمين حول العالم، بالتزامن مع إطلاق هواتف آيفون 17 الجديدة.
ويُعد هذا الإصدار أكبر تحديث شامل منذ اعتماد نظام iOS 7 في عام 2013، إذ يقدم لغة تصميم جديدة كلياً أطلقت عليها الشركة اسم Liquid Glass، إلى جانب توسيع قدرات الذكاء الاصطناعي المدمجة تحت مظلة Apple Intelligence، ليعيد بذلك صياغة تجربة استخدام هواتف آيفون من جذورها.
كانت شركة أبل، قررت في مايو الماضي، إحداث أكبر تغيير في أسماء أنظمة التشغيل الخاصة بها، كجزء من عملية إعادة تصميم برمجية شاملة تشمل جميع أجهزتها.
وأفادت “بلومبرغ” في ذلك الوقت، بأن أنظمة التشغيل القادمة ستُعرف وفقاً للسنة بدلاً من رقم الإصدار، ما يعني أن نظام iOS 18 الحالي سيحل محله أي أو إس 26، كما ستحمل التحديثات الأخرى أسماء مثل iPadOS 26، وmacOS 26، وwatchOS 26، وtvOS 26، وvisionOS 26.
ويمثل التصميم الجديد جوهر هذا التحديث، إذ صممت أبل واجهة بصرية تعتمد على الزجاج الشفاف الذي يعكس المحتوى ويكسر الإضاءة بشكل يسلط الضوء على ما يراه المستخدم على الشاشة.
وتمنح هذه التقنية انطباعاً ديناميكياً ثلاثي الأبعاد يضفي على التفاعل مع النظام طابعاً حيوياً وانسيابياً، بداية من شاشة القفل مروراً بالأيقونات وصولاً إلى عناصر التحكم داخل التطبيقات، ويتكيف قفل الشاشة مع الخلفية المختارة عبر إعادة تشكيل التوقيت والعناصر المرئية، بما يتناغم مع الإشعارات والأنشطة الحية التي تظهر بشكل متتابع.
وغيرت الشركة شكل أيقونات التطبيقات وأضافت مع خيارات تخصيص موسعة، سواء من حيث الألوان أو التباين بين النمط المضيء والداكن، أو حتى من خلال إضفاء مظهر شفاف بالكامل، وهو ما يمنح المستخدمين مستويات غير مسبوقة من التحكم في شكل واجهات الأجهزة.
وتغيّرت تجربة الموسيقى مع إدخال رسوم متحركة لأغلفة الألبومات تمتد بملء الشاشة.
مزايا ذكية
الذكاء الاصطناعي، أصبح محورياً في iOS 26، إذ عززت أبل منظومة Apple Intelligence لتشمل قدرات جديدة تعتمد على المعالجة المحلية للبيانات لحماية الخصوصية.
وتتيح هذه المنظومة للمستخدمين الترجمة الفورية داخل تطبيق الرسائل، إذ يمكن استقبال الرسائل بلغات أجنبية وترجمتها مباشرة إلى اللغة المفضلة، وإرسال ردود يجري ترجمتها بدورها عند وصولها للطرف الآخر.
وينطبق الأمر على مكالمات FaceTime، إذ تظهر ترجمات حية على الشاشة Live Translation، كما بات ممكناً تحويل المكالمات الصوتية إلى نصوص مترجمة في الوقت الفعلي، مع إتاحة سماعها مباشرة عند استخدام سماعات AirPods، الأمر الذي يحوّل الهاتف إلى أداة عالمية للتواصل متعدد اللغات.
وأضافت أبل ميزة Visual Intelligence التي تسمح بالتفاعل مع أي محتوى يظهر على الشاشة، فإذا أراد المستخدم معرفة تفاصيل صورة أو نص معين، يكفي الضغط على زر التقاط الشاشة المعتاد لاستدعاء خيارات ذكية تشمل البحث المباشر عبر Google، أو الوصول إلى معلومات من التطبيقات الأكثر استخداماً، أو حتى طرح الأسئلة على ChatGPT المدمج داخل النظام.
وتجعل هذه الميزة شاشة الهاتف بوابة فورية للبحث والاكتشاف، وتختصر خطوات كثيرة كان المستخدم مضطراً لها سابقاً.
تخصيص التجربة
ولم تغفل أبل جانب التعبير الشخصي، فقدمت ميزة Genmoji التي تتيح للمستخدمين إنشاء رموز تعبيرية جديدة عبر دمج إيموجي مع آخر أو مع أوصاف نصية لإنتاج شكل مبتكر يتناسب مع الحالة، كما يمكن تعديل الصفات الشخصية لهذه الرموز مثل تسريحات الشعر أو ملامح الوجه لتطابق أشخاصاً حقيقيين من مكتبة الصور.
وإلى جانب ذلك، جاءت ميزة Image Playground لتفتح الباب أمام إنتاج صور وخلفيات مخصصة بأساليب متنوعة مثل الرسم الزيتي أو الأنيمي، مع إمكانية إدخال الأوصاف النصية للحصول على الشكل المطلوب.
هذه الأدوات ليست فقط للزينة بل تمتد لتظهر داخل المحادثات في iMessage، ما يجعل التواصل أكثر شخصية وحيوية.
مزايا التصوير
وفي ما يتعلق بالكاميرا، تبنت أبل تصميماً أكثر بساطة لواجهة التصوير، بحيث يسهل التنقل بين أوضاع الصور والفيديو، مع بقاء الخيارات المتقدمة قريبة عبر السحب.
وأضافت الشركة تنبيهات تلقائية لتنظيف عدسة الكاميرا عند اكتشاف اتساخها لضمان أفضل جودة ممكنة للصور، وهو تحديث يقتصر على هواتف iPhone 15 وما بعدها.
ومنحت أبل سماعات AirPods دوراً جديداً في تجربة التصوير، إذ أصبح ممكناً التقاط الصور أو بدء تسجيل الفيديو بمجرد الضغط على السماعة، ما يعزز من مرونة الاستخدام في اللحظات السريعة.
أما تطبيق الصور، فأعادت الشركة تنظيمه عبر فصل واضح بين المكتبة الأساسية ومجموعات الصور، مع توفير خيارات عرض متعددة للمجموعات، مثل التوسيع أو الطي أو إعادة الترتيب، إضافة إلى دعم التعرف على الفعاليات مثل الحفلات الموسيقية أو المباريات الرياضية لعرض تفاصيلها وربطها بمحتوى ذي صلة.
تحديثات التطبيقات
وشهد تطبيق الهاتف بدوره تحديثات كبيرة، أبرزها تقديم واجهة موحدة تجمع بين المكالمات الواردة والمفضلة والبريد الصوتي، بما يجعل التجربة أكثر سلاسة، كما أضافت أبل ميزة Call Screening التي تعرض هوية المتصل والسبب وراء المكالمة قبل أن يرن الهاتف، ما يمنح المستخدمين حرية أكبر في الرد أو التجاهل.
وفي حال المكالمات المعلقة مع خدمة العملاء، تأتي ميزة Hold Assist لتتولى الانتظار بالنيابة عن المستخدم، وإشعاره عند توفر الموظف.
وحصلت الرسائل على أدوات جديدة لتصفية الرسائل من مرسلين مجهولين ووضعها في قسم منفصل بعيداً عن المحادثات الرئيسية، ما يرفع من مستوى التحكم والخصوصية، كما أصبح بالإمكان تخصيص خلفيات للمحادثات باستخدام الصور الشخصية أو الصور المولدة عبر Image Playground.
وأتاحت أبل إنشاء استطلاعات رأي داخل المجموعات لتنسيق الأنشطة أو القرارات المشتركة، مع دعم المؤشرات التي تكشف هوية المشارك الذي يكتب في الوقت الفعلي.
مزايا CarPlay
وشهدت خدمة CarPlay من أبل للسيارات إعادة تصميم شاملة بلغة Liquid Glass، مع شريط تنقل جديد يسهل الانتقال بين التطبيقات.
وأصبح استقبال المكالمات يظهر بطريقة مدمجة لا تعيق عرض الخرائط أو الاتجاهات، كما أضيف دعم لردود الفعل السريعة على الرسائل مثل الإعجاب أو القلب، مع إمكانية تثبيت المحادثات المهمة أعلى الواجهة .
ووفرت أبل أيضاً مساحة جديدة لعرض Live Activities وWidgets، ما يمنح السائق إمكانية متابعة الأحداث المباشرة دون تشتيت انتباهه عن الطريق.
على صعيد الموسيقى، أضافت الشركة ميزة Lyrics Translation لترجمة كلمات الأغاني بلغات مختلفة، إلى جانب ميزة Lyrics Pronunciation التي تساعد على نطق الكلمات بشكل صحيح ومزامنتها مع الإيقاع.
وجاءت تقنية AutoMix لتتيح الانتقال السلس بين المقاطع الموسيقية كما يفعل منسقو الأغاني المحترفون، ما يخلق تجربة استماع مستمرة ومتجانسة، كما أصبح بالإمكان تثبيت الأغاني والألبومات وقوائم التشغيل في أعلى مكتبة Apple Music لسهولة الوصول.
وشهد تطبيق الخرائط، إضافة ميزة Visited Places التي تسجل الأماكن التي يزورها المستخدم، مع إمكانية مراجعتها لاحقاً أو مشاركتها، ضمن مكتبة خرائط آمنة ومشفرة. كما تعلم الخرائط الآن عادات التنقل اليومية وتقترح الطرق المفضلة مع تنبيهات عند حدوث تأخيرات أو زحام مروري.
وأضافت الشركة إلى تطبيق Apple Wallet تحديثات واسعة، منها إمكانية الدفع بالتقسيط عبر Apple Pay بالتعاون مع البنوك وشركات البطاقات، وإضافة تحديثات آنية على بطاقات الصعود إلى الطائرات تشمل مواعيد الرحلات ومعلومات المطارات، والتكامل مع تطبيق Find My لتتبع الأمتعة، فضلاً عن عرض خرائط Apple داخل المطارات لتوجيه المسافرين إلى بواباتهم.
ولم تغفل أبل قطاع الترفيه، فأطلقت تطبيقاً جديداً باسم Apple Games يمثل مركزاً موحداً للألعاب على iPhone، ويتيح التطبيق الوصول إلى المكتبة الكاملة للألعاب بما في ذلك ألعاب Apple Arcade، مع متابعة الأنشطة وتحدي الأصدقاء ورصد النتائج في الوقت الفعلي، إضافة إلى تقديم توصيات ذكية بألعاب جديدة بناءً على تفضيلات المستخدم.
إلى جانب ذلك، عززت الشركة حماية الخصوصية في Safari من خلال تقنيات مضادة للتتبع وبصمة المتصفح، وقدمت مجموعة موسعة من ميزات الوصول مثل Accessibility Reader لتخصيص تجربة القراءة، وواجهة Braille Access لتمكين المكفوفين من التفاعل مع النصوص والتطبيقات، بالإضافة إلى تحسينات على خدمات Live Listen وBackground Sounds وPersonal Voice.
ولم يخلُ التحديث من أدوات إنتاجية وصحية جديدة، إذ طرحت أبل تطبيق Preview المخصص لعرض وتحرير ملفات PDF، مع دعم التعبئة التلقائية والمسح الضوئي وخيارات التصدير، كما وفرت ميزة Local Capture لتسجيل الصوت والفيديو بجودة عالية أثناء مكالمات الفيديو، ما يجعل الهاتف أداة مثالية لإنتاج المقابلات والبودكاست.
أخيراً، أضافت أبل خيارات جديدة للمنبه تتيح تخصيص مدة الغفوة بين دقيقة واحدة و15دقيقة، إلى جانب ميزة Password History التي تعرض سجل كلمات المرور السابقة لكل حساب.
مزايا العائلة والبطارية والسماعات
امتد التحديث ليشمل سماعات AirPods من الجيل الرابع وAirPods Pro 2 وما بعدها، إذ أصبح بالإمكان تسجيل الصوت بجودة استوديو واستخدام السماعات لالتقاط الصور أو تسجيل الفيديو عبر الضغط المطول.
وفي جانب الأمان العائلي، وفرت أبل أدوات رقابة أبوية متقدمة تسمح للوالدين بإنشاء حسابات مخصصة للأطفال، ومنع التواصل مع أرقام غير معروفة، وتمويه المحتوى الحساس في مكالمات FaceTime أو داخل الألبومات المشتركة.
وأدخلت الشركة تحسينات على إدارة البطارية عبر خاصية Adaptive Power التي تتكيف مع الاستخدام اليومي لتمديد عمر البطارية.
وأصبح تطبيق الصحة قادراً على تسجيل ضغط الدم من خلال أجهزة قياس طرفية، مع إمكانية إنشاء تقارير بصيغة PDF للأطباء، كما حصل تطبيق اللياقة على تبويب جديد لتتبع التمارين مع دعم أجهزة قياس معدل ضربات القلب مثل AirPods Pro 3، فيما يمكن لمستخدمي Apple Watch الاستفادة من الشاشة الأكبر لإنشاء خطط تدريب مخصصة.
ولا تكتفي أبل بهذا التحديث، بإطلاق نظام تشغيل جديد، بل تعيد رسم ملامح تجربة آيفون بشكل شامل يجمع بين الجمال والذكاء وحماية الخصوصية، في خطوة ينتظر أن تنعكس بشكل مباشر على مبيعات الجيل الجديد من هواتفها الذكية.