ألغى المنظمون لسباق إسبانيا للدراجات، الأحد، المرحلة الأخيرة من المنافسة، وسط مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في العاصمة مدريد، ومحاولات من الشرطة للتصدي للاحتجاجات على مشاركة فريق إسرائيلي، فيما أبدى رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، إعجابه بالمتظاهرين.
وتوقف سباق إسبانيا للدراجات الذي أُقيم على مدار 21 يوماً، في مدريد بعد ظهر الأحد، عندما كان المتسابقون يدخلون للمدينة، وذلك بعد اشتباكات بين الشرطة ومحتجين مؤيدين للفلسطينيين وسط العاصمة الإسبانية.
وفاز المتسابق الدنماركي يوناس فينجارد، من فريق فيسما-ليس أبايك، بالسباق بعد أن ألغى المنظمون المرحلة الأخيرة من المنافسة، بعد احتجاجات شملت فريق “إسرائيل-بريمر تيك”، بسبب عدوان إسرائيل على غزة.
وقال المنظمون: “لا يزال من غير المعروف ما إذا كان سيُقام حفل تتويج في ظل الوضع الراهن، مع توافد آلاف المتظاهرين إلى وسط مدينة مدريد. انتهى السباق رسمياً، ويوناس فينجارد هو الفائز”.
وأزال متظاهرون الحواجز المعدنية، ووقفوا على مسار السباق في نقاط عدّة بالمدينة، بينما حاولت الشرطة إبعادهم.
وجرى نشر أكثر من ألف شرطي مع وصول المتسابقين إلى المرحلة الأخيرة من السباق، والذي كان من المقرر أن ينتهي بمدريد في الساعة 1700 بتوقيت جرينتش.
وبعد إنهاء السباق مبكراً، استمرت الاشتباكات، إذ ألقى متظاهرون عبوات مياه وأشياء أخرى على الشرطة، وفقاً لـ”رويترز”.
وكان بعض المتسابقين هددوا بالانسحاب خلال الأيام الماضية بسبب عرقلة السباق في مراحل مختلفة.
قضايا عادلة
وقال سانشيز، في تجمع للحزب الاشتراكي في مدينة مالقا الجنوبية: “اليوم (الأحد)، يصادف نهاية فويلتا (سباق إسبانيا). نبدي احترامنا وتقديرنا للرياضيين، وكذلك إعجابنا بالشعب الإسباني الذي ينشغل بقضايا عادلة مثل فلسطين”.
وكانت إسبانيا، التي اعترفت بدولة فلسطين في مايو 2024، من أشد المنتقدين للحرب الإسرائيلية المدمرة في غزة، وأعلنت حكومة سانشيز عن إجراءات جديدة بشأن الإمدادات العسكرية الإسرائيلية في وقت سابق من الشهر الجاري.
واخترق متظاهرون السياج الأمني، السبت، واعتصموا لقطع الطريق خلال المرحلة قبل الأخيرة بالقرب من مدريد، لكن المتسابقين سلكوا مساراً حولهم.
فيما أدان ألبرتو نونيث فيخو، رئيس الحزب الشعبي المحافظ المعارض، تصريحات سانشيز. وقال في منشور على منصة إكس: “بدلاً من أن يشجع الوزراء على هذا، يجب على الحكومة أن تدين هذا وتشجبه وتمنعه”.
استدعاء القائم بالأعمال الإسرائيلي
وكان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، استدعى القائم بالأعمال الإسرائيلي في مدريد رداً على تصريحات صدرت حديثاً عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن إسبانيا.
وذكرت وزارة الخارجية في بيان “استدعى وزير الخارجية، الجمعة، القائم بالأعمال في السفارة الإسرائيلية في إسبانيا ليرفض رفضاً قاطعاً التصريحات الكاذبة والمسيئة التي صدرت عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي”.
واتهم مكتب نتنياهو في منشور على منصة “إكس”، الخميس، رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بإطلاق “تهديدات بالإبادة الجماعية” لإسرائيل، في إشارة إلى إعلان سانشيز، الاثنين، عن إجراءات جديدة ضد شحنات الأسلحة والوقود المتجهة إلى إسرائيل.
وبرر رئيس الوزراء الإسباني اتخاذ هذه الإجراءات بقوله إن إسبانيا لا تمتلك قنابل نووية أو حاملات طائرات أو احتياطيات نفطية كبيرة تضغط بها على إسرائيل لوقف ما وصفه “بالإبادة الجماعية”.
وعبرت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها إزاء القيود التي فرضتها مدريد على السفن والطائرات التي تنقل أسلحة أو وقود طائرات عسكرية إلى إسرائيل، فضلاً عن حظر دخول وزير الأمن الداخلي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى إسبانيا.