قال مبعوث الرئيس الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، الأحد، إن الولايات المتحدة، شهدت “بعض الاعتدال في طريقة تفكير روسيا”، بشأن التوصل إلى اتفاق نهائي للسلام في أوكرانيا، خلال قمة ألاسكا، مشيراً إلى إحراز تقدم في هذا الأمر.
وأضاف ويتكوف في تصريحات لشبكة CNN، تعقيباً على محادثات الرئيسين دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة ألاسكا، الجمعة: “نشعر أن هذا أمرٌ مُشجع. أطلعنا الأوروبيين والأوكرانيين فوراً بعد ذلك على الأمر. أعتقد أن الجميع اتفق على أننا أحرزنا تقدماً”.
وأضاف ويتكوف: “الروس قدموا بعض التنازلات في العديد من المناطق. لن أناقشها الآن. الأوكرانيون على دراية بذلك، وكذلك الأوروبيون، وكان ذلك مهماً، وهذا لا يعني أنه كافٍ، ولكنه كان مهماً. النقطة المهمة هي أننا بدأنا نرى بعض الاعتدال في طريقة تفكيرهم بشأن التوصل إلى اتفاق سلام نهائي”.
وتابع: “لأول مرة، نشهد توافقاً أكثر مما رأيناه في الماضي، وبالتأكيد أكثر مما رأيناه في عهد الإدارة السابقة. وهذا أمر مُشجع. علينا الآن البناء على ذلك، وعلينا التوصل إلى اتفاق مع الأوكرانيين يسمح لهم بتقرير مصيرهم، ويسمح لهم بحماية حدودهم السيادية. علينا التأكد من تحقيق ذلك، والرئيس دونالد ترمب عازم على الوصول إلى ذلك”.
في السياق، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في تصريحات لشبكة ABC News، إن الولايات المتحدة “ستواصل مساعيها لوضع سيناريو يُسهم في إنهاء الحرب الروسية مع أوكرانيا، لكن ذلك قد لا يكون ممكناً”.
وأضاف روبيو في مقابلة مع برنامج Face The Nation: “إذا لم يكن السلام ممكناً هنا، واستمرت هذه الحرب، فسيستمر موت الآلاف… قد نصل للأسف إلى هناك، لكننا لا نريد ذلك. لا أقول إننا على وشك التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، لكننا شهدنا تحركاً كافياً لتبرير اجتماع متابعة مع الرئيس الأوكراني”.
وتابع: “ستتعاون كل من أوكرانيا وروسيا ويجب تقديم تنازلات للتوصل إلى اتفاق سلام. ستكون هناك عواقب إضافية على روسيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق”.
وأضاف: “تمت مناقشة عدة أمور في الاجتماع بين الرئيسين ترمب وبوتين تُمثل إمكانات لتحقيق اختراقات لإنهاء حرب أوكرانيا. ستواصل الولايات المتحدة بذل كل ما في وسعها للتوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا”.
وفي تصريحات منفصلة لشبكة NBC News، قال روبيو: هذه ليست حربنا. الولايات المتحدة ليست في حالة حرب. أوكرانيا هي التي في حالة حرب.. نحن بالصدفة البلد الوحيد في العالم، والقائد الوحيد في العالم، الذي يمكنه حقاً أن يجلب بوتين إلى طاولة المفاوضات لمناقشة هذه الأمور، فإن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الحرب هي أن يوافق الروس، وكذلك الأوكرانيون، ولكن أن يوافق الروس على اتفاق سلام”.
“خطوط المواجهة” أساس محادثات السلام
في الإطار، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متحدثاً من بروكسل، الأحد، قبل اللقاء المرتقب، الاثنين مع نظيره الأميركي ترمب في واشنطن، إن خطوط المواجهة الحالية في حرب بلاده ضد روسيا يجب أن تكون “أساساً لمحادثات السلام”.
وأضاف زيلينسكي: “نحن بحاجة إلى مفاوضات حقيقية، وهذا يعني أنه يمكننا البدء من حيث تقع خطوط المواجهة الآن”، مضيفاً أن القادة الأوروبيين يدعمون ذلك، فيما أكد مجدداً على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار للتفاوض على اتفاق نهائي.
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الأحد، إنه لا يمكن فرض أي قيود على القوات المسلحة الأوكرانية أو المساعدات الخارجية.
وأضافت فون دير لاين، قبيل اجتماع القادة الأوروبيين في واشنطن، الاثنين، لمناقشة خطة السلام المحتملة بين أوكرانيا وروسيا: “لا يمكن فرض أي قيود على القوات المسلحة الأوكرانية، سواء كان ذلك بالتعاون مع دول ثالثة أخرى أو بمساعدة من دول ثالثة أخرى. لا قيود على القوات المسلحة الأوكرانية”.
وتابعت: “كما قلتُ مراراً، يجب أن تصبح أوكرانيا كالقنفذ الفولاذي، لا يُهضم من قِبل الغزاة المحتملين”.
ويتوجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، وقادة أوروبيون آخرون إلى واشنطن لدعم الرئيس الأوكراني خلال المباحثات المرتقبة مع دونالد ترمب، في أعقاب قمة ألاسكا بين ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت الحكومة الألمانية، إن ميرتس سيرافق زيلينسكي وقادة أوروبيين آخرين، في زيارة إلى واشنطن لإجراء مباحثات مع ترمب بشأن حرب أوكرانيا، وأوضحت أن “المحادثات ستتناول الضمانات الأمنية والقضايا الإقليمية واستمرار دعم أوكرانيا في تصديها للعدوان الروسي، من بين أمور أخرى.. ويشمل ذلك مواصلة الضغط الخاص بالعقوبات”.
وذكر قصر الإليزيه، أن ماكرون سيتوجه أيضاً إلى واشنطن، وينضم إلى قادة أوروبيين آخرين، الاثنين. وأضاف، في بيان، أن الزعماء سيواصلون “العمل المنسق بين الأوروبيين والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى سلام عادل ودائم يحفظ المصالح المهمة لأوكرانيا وأمن أوروبا”.
كما أعلن مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني، أنها ستتوجه إلى واشنطن، الاثنين، لعقد اجتماعات مع ترمب وزيلينسكي وزعماء أوروبيين آخرين.
وأثار لقاء ترمب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، مخاوف أوروبية واسعة، بشأن احتمالية ألا يحظى فولوديمير زيلينسكي بمعاملة ودّية مماثلة، ما دفع القادة الأوروبيين إلى التحرك سريعاً لتعزيز موقف كييف قبيل لقائه المرتقب مع ترمب في واشنطن.
كما يسعى الحلفاء الأوروبيون إلى تجنّب تكرار سيناريو اللقاء السابق بين ترمب وزيلينسكي، الذي جرى في البيت الأبيض خلال فبراير الماضي، والذي وُصف بأنه “كارثي”، بعدما تسبّب في تراجع العلاقات بين الطرفين لأشهر.