نعت مجموعة من أهل الفن والإعلام الصحافي أنس الشريف الذي قتلته إسرائيل هو وزميله محمد قريقع، في قصف استهدف خيمتهما في محيط مجمّع الشفاء الطبي في غزّة في فلسطين.
ونشر الممثل المصري القدير رشوان توفيق صورة لمراسل “الجزيرة” أنس الشريف عبر حسابه الرسمي في موقع “فيسبوك”، مع التعليق: “انتهت التغطية، وناقل الخبر أصبح هو الخبر”.
وشاركت الممثلة المصرية حلا شيحة صورة الشهيد أنس الشريف عبر حسابها الرسمي في تطبيق “إنستغرام”، مرفقةً بتعليق تضمّن آية من القرآن الكريم: “أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب”.
وأضافت شيحة: “هذه الآية الكريمة نزلت يوم الخندق، حين عانى المسلمون أقسى لحظات الأذى النفسي والجسدي من البرد وضيق العيش، ما أشبه البارحة باليوم… ربنا يرحمه ويغفر لنا تقصيرنا”.
#أنس_الشريف و #محمد_قريقع شهيدان باستهداف إسرائيلي مباشر للحق والحقيقة والبوصلة …هذا هو الكيان الغاصب المجرم يقتل بلا هوادة وأمام أعين العالم …#إسرائيل_إرهابية pic.twitter.com/M5YhiW8H8P
— Rabia Zayyat (@rabiazayyat) August 10, 2025
وغرّدت الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات قائلةً: “أنس الشريف ومحمد قريقع شهيدان باستهداف إسرائيلي مباشر للحق والحقيقة والبوصلة… هذا هو الكيان الغاصب المجرم يقتل بلا هوادة وأمام أعين العالم”.
ودوّنت الإعلامية المصرية لميس الحديدي في “إكس”: “آخر ما كتبه مراسل “الجزيرة” أنس الشريف قبل استشهاده وزميله محمد قريقع بعد قصف إسرائيل لخيمة الصحافيين في محيط مستشفى الشفاء. متى ينتهي هذا الجنون؟”، قبل أن تنشر وصيته.
وصية أنس الشريف
نشر حساب أنس الشريف الرسمي على “تويتر” وصيته بُعيد استشهاده من خلال إدارة الصفحة، وجاء فيها: “هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة. إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي”.
وأضاف بعد السلام: “يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سنداً وصوتاً لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة “المجدل”، لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ”.
وتابع: “عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مراراً، ورغم ذلك لم أتوانَ يوماً عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهداً على مَن سكتوا ومَن قبلوا بقتلنا، ومَن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكناً ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف العام”.
وأردف بالقول: “أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم. أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران. أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسوراً نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة”.
وأوصى بأهله وأسرته: “أوصيكم بقُرّة عيني، ابنتي الحبيبة شام، التي لم تسعفني الأيّام لأراها تكبر كما كنتُ أحلم. وأوصيكم بابني الغالي صلاح، الذي تمنيت أن أكون له عوناً ورفيقَ دربٍ حتى يشتدّ عوده، فيحمل عني الهمّ، ويُكمل الرسالة. أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلتُ لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي. وأوصيكم كذلك برفيقة العمر، زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرّقتنا الحرب لأيامٍ وشهورٍ طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكلّ قوّة وإيمان….”.
واختتم أنس الشريف وصيته مطالباً بعدم ترك أهل غزة ونسيان فلسطين.
هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة.
إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي.
بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهيعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين،…
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) August 10, 2025
شارك