توقيت تناول الطعام قد يلعب دورًا مهمًا في كفاءة التمثيل الغذائي
في إطار البحث المستمر عن العوامل المؤثرة في صحة الإنسان، أظهرت دراسة ألمانية حديثة أن توقيت تناول الطعام قد يلعب دورًا مهمًا في كفاءة التمثيل الغذائي، خصوصًا فيما يتعلق باستقلاب الجلوكوز، مشيرةً إلى أن تناول الطعام قبل النوم قد يؤدي إلى صعوبة التحكم في نسبة السكر في الدم .
حساسية الإنسولين كانت أضعف لدى مَن تناولوا العشاء متأخراً
الدراسة أجراها المعهد الألماني للتغذية البشرية، ونشرها موقع “Medical News Today”، وشملت 92 مشاركًا من التوائم المتماثلة والأخوية بمتوسط عمر 32 عامًا، خضعوا لتقييمات استقلابية دقيقة بما في ذلك فحوصات بدنية واختبارات تحمل الجلوكوز، إلى جانب تسجيل دقيق لعاداتهم الغذائية، على مدى 5 أيام متواصلة.
أظهرت نتائج التحليل أن الأشخاص الذين يميلون إلى تناول وجبتهم الأخيرة في وقت متأخر من اليوم، خاصة قرب وقت النوم، كانوا أقل قدرة على استقلاب الجلوكوز بكفاءة، حيث انخفضت لديهم حساسية الإنسولين في نهاية اليوم. هذا الاكتشاف يسلط الضوء على أهمية تنظيم توقيت الوجبات للحفاظ على صحة التمثيل الغذائي، حتى لدى الأفراد الأصحاء الذين لا يعانون من مرض السكري.
تعليقاً على ذلك، قالت ديستيني مودي، وهي أخصائية تغذية لم تشارك في الدراسة: “صحيح أن توقيت الأكل ومكونات الوجبة أمران مهمان جدًا لضبط السكر والإنسولين عند مرضى السكري، لكن هذه الدراسة أُجريت على أشخاص أصحاء تمامًا لديهم وظائف بنكرياس طبيعية ولا يعانون من اضطرابات أيضية”.
وشددت “مودي” على ضرورة الانتباه إلى نوعية الطعام، خاصة فيما يتعلق بالألياف والسكريات المضافة. فالأطعمة المصنوعة من الحبوب المكررة والتي تفتقر إلى الألياف تؤدي إلى ارتفاع سريع في نسبة السكر في الدم يعقبه انخفاض حادّ؛ مما يسبب الشعور بالجوع والتعب. هذا التأثير يمكن التخفيف منه عبر تناول الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه الغنية بالألياف، إلى جانب البروتينات الخالية من الدهون.
وأكدت الدراسة أن تنظيم توقيت الوجبات وتوازن مكوناتها الغذائية من العوامل المهمة التي قد تسهم في تحسين الصحة العامة، لكن دون أن يتحول الأمر إلى هاجس، خاصة لدى الأفراد الأصحاء. وتبقى النصيحة الأهم هي التركيز على جودة الطعام وتنوُّعه، مع مراعاة الاحتياجات الفردية لكل شخص.