أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسون، الأربعاء، عن “قلقه العميق” إزاء التصعيد المستمر للعنف في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، وحث إسرائيل “على الوقف الفوري لجميع الانتهاكات لسيادة سوريا”.
ولفت بيدرسون في بيان، إلى أن هذا التصعيد أودى بحياة “المئات من المدنيين، وعناصر من قوات السلطة المؤقتة، والجماعات المسلحة المحلية، وأدى إلى إصابة ونزوح الكثيرين”.
وأدان المبعوث الخاص “بشدة جميع أعمال العنف ضد المدنيين”، معرباً عن “قلقه العميق إزاء الادعاءات الخطيرة المتعلقة بالإعدامات التعسفية وخارج نطاق القضاء”.
كما عبّر عن “قلقه البالغ إزاء التقارير التي تُفيد بتعرض المدنيين، والشخصيات الدينية، والمعتقلين لمعاملة مهينة، وتدنيس الجثث والتمثيل بها، والتحريض الطائفي، ونهب الممتلكات الخاصة”.
وأشار البيان، إلى أن المبعوث الأممي “قام بتفعيل كافة قنوات الاتصال المتاحة لمعالجة الوضع المتفاقم، ويشارك فريقه بنشاط على الأرض في دمشق في التواصل مع جميع الأطراف”.
وكرر المبعوث دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للحكومة السورية والجهات المعنية المحلية لـ”التهدئة الفورية، وحماية المدنيين، واستعادة الهدوء، والعودة إلى الحوار، ومنع المزيد من التحريض”.
وعن جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار، أعرب بيدرسون، عن أمله بأن “تترجم هذه الجهود إلى تهدئة حقيقية ودائمة على الأرض، تشمل جميع الأطراف والجهات المعنية”، وحث الحكومة السورية “على إجراء تحقيقات شفافة وعلنية، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات”.
الهجمات الإسرائيلية
وأدان المبعوث الخاص “بشدة تصعيد الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية، بما في ذلك في وسط دمشق والمباني الرسمية، والتي تُعرّض حياة المدنيين للخطر وتُسفر عن سقوط ضحايا”.
وحث بيدرسون إسرائيل “على الوقف الفوري لجميع الانتهاكات لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، والامتناع عن أي إجراءات أحادية الجانب تؤدي لتفاقم الصراع”.
وشدد على “أهمية تيسير انتقال سياسي ذو مصداقية، ومنظم، وشامل في سوريا، قائم على مبادئ الاستقلال والسيادة والسلامة الإقليمية”.
كما ناشد الحكومة وجميع الأطراف السورية المعنية بـ”مواصلة بناء أسس التوافق السياسي الذي يُشكل عامل استقرار، ويحمي وحدة البلاد وتنوعها بجميع مكوناتها”.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة في بيان، عن “قلق بالغ إزاء استمرار تصعيد العنف في السويداء”.
وأدان جوتيريش “كافة أشكال العنف ضد المدنيين، بما في ذلك التقارير عن عمليات القتل التعسفي والأفعال التي قال إنها تذكي نيران التوترات الطائفية، وتحرم الشعب السوري من فرصته في السلام والمصالحة بعد 14 عاماً من الصراع الوحشي”.
كما أدان الأمين العام الغارات الجوية الإسرائيلية التصعيدية على السويداء ودرعا ووسط دمشق، بالإضافة إلى تقارير عن إعادة انتشار القوات الإسرائيلية في الجولان.
ودعا إلى وقف فوري لجميع انتهاكات سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وإلى احترام اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أعلن أن الولايات المتحدة تواصلت مع جميع أطراف الاشتباكات التي تشهدها سوريا.
وأضاف: “اتفقنا على خطوات محددة لإنهاء هذا الوضع المقلق والمروع.. هذا يتطلب من جميع الأطراف الوفاء بالتزاماتهم، وهذا ما نتوقعه منهم بشكل كامل”.
وذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا”، أن قوات الجيش السوري بدأت، مساء الأربعاء، الانسحاب من السويداء تطبيقاً للاتفاق المبرم بين الدولة، ومشايخ الطائفة الدرزية.
ولفتت إلى أن انسحاب قوات الجيش يأتي تطبيقاً للاتفاق المبرم بين الدولة السورية، ومشايخ العقل في المدينة، وبعد انتهاء مهمة الجيش في ملاحقة ما أسمتهم “المجموعات الخارجة على القانون”.