قال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن 5 من جنوده سقطوا، وأصيب 14 آخرون، ووصف إصابة اثنين منهم بأنها “خطيرة”، خلال اشتباكات بشمال قطاع غزة، جراء انفجار بعبوة ناسفة في منطقة بيت حانون.
وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن القتلى الخمسة برتبة “رقيب”، وأن أربعة منهم ينتمون إلى “نيتسح يهودا”، وهي كتيبة قتالية إسرائيلية، لواء كفير في الجيش الإسرائيلي، تأسست عام 1999، وتُعرف أيضاً باسم “ناحال حريدي”. وهي أول وحدة عسكرية مخصصة لليهود الحريديم (الأرثوذكس المتشددين)، وتهدف إلى تمكينهم من الخدمة في الجيش الإسرائيلي دون المساس بمعتقداتهم الدينية.
وتتكون الكتيبة من رجال فقط، معظمهم من الحريديم وشباب المستوطنين المتطرفين المعروفين باسم “شبيبة التلال”. وتخضع لتعاليم دينية صارمة، مثل الفصل بين الجنسين، وتخصيص وقت للصلاة، وتقديم وجبات “كوشير” وفق الشريعة اليهودية.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي سمح بنشر خبر سقوط الجنود الخمسة، الذي وصفته بأنه “كارثة ثقيلة في بيت حانون”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، سقط 888 جندياً إسرائيلياً، منهم 446 خلال الاجتياح البري في قطاع غزة، بينهم 39 منذ انتهاء صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين الأخيرة.
وأوضحت “يديعوت أحرونوت” أن الحادث، الذي وصفته بـ”الخطير”، وقع حوالي الساعة العاشرة من مساء الاثنين.
وذكرت أن التحقيق الأولي، الذي أجرته القيادة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي، يبين أن قوة من كتيبة “نيتسح يهودا” عبرت سيراً على الأقدام طريقاً كانت تعمل بالقرب منه الدبابات والآليات الهندسية للجيش الإسرائيلي، حين انفجرت عبوة ناسفة، وخلال محاولات إجلاء الجرحى واجهت قوة الإنقاذ الإسرائيلية إطلاق نار، ليكتشفوا أنهم سقطوا في كمين مشترك نفذه مقاتلون فلسطينيون.
ووصلت قوة “نيتسح يهودا” إلى المنطقة في أعقاب عملية هجومية شنها الجيش الإسرائيلي في بيت حانون.
حماس تتبنى عملية بيت حانون
من جانبها، أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، مسؤوليتها عن العملية التي أوقعت الجنود الإسرائيليين.
وقال الناطق العسكري باسم “كتائب القسام” أبو عبيدة إن “عملية بيت حانون المركبة هي ضربةٌ إضافيةٌ سددها مجاهدونا الأشداء لهيبة جيش الاحتلال الهزيل ووحداته الأكثر إجراماً في ميدانٍ ظنّه الاحتلال آمناً بعد أن لم يُبقِ فيه حجراً على حجر”.
وأضاف أبو عبيدة أن “معركة الاستنزاف التي يخوضها مقاتلونا مع العدو من شمال القطاع إلى جنوبه ستكبّده كل يومٍ خسائر إضافية، ولئن نجح مؤخراً في تخليص جنوده من الجحيم بأعجوبة؛ فلربما يفشل في ذلك لاحقاً ليصبح في قبضتنا أسرى إضافيون”.
وحذر أبو عبيدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن “القرار الأكثر غباءً الذي يمكن أن يتخذه سيكون الإبقاء على قواته (الإسرائيلية) داخل القطاع”.
ويتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، بالتزامن مع إجراء محادثات غير مباشرة بين حركة “حماس”، وإسرائيل، بهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين من غزة ووقف إطلاق النار بوساطة أميركية.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قالت في بيان، الاثنين، إن عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ارتفع إلى 57 ألفاً و523 فلسطينياً، و136 ألفاً و617 مصاباً، وذلك منذ أكتوبر عام 2023.