هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، الهندي الأميركي زهران ممداني الذي فاز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات على منصب عمدة مدينة نيويورك، ووصفه بـ”الشيوعي المجنون”.
واعتبر ترمب في تدوينة على منصته “تروث سوشيال”، أن الديمقراطيين تجاووا الخط الأحمر بهذه الخطوة، مشيراً إلى أن “زهران ممداني الشيوعي المجنون فاز للتو بنسبة 100% في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وهو في طريقه ليصبح عمدة المدينة”.
وأضاف: “لقد شهدنا وجود يساريين متطرفين من قبل، لكن الأمر بدأ يصبح سخيفاً بعض الشيء”.
وتابع: “مظهره سيئ للغاية، صوته مزعج، ليس ذكياً جداً، ويحظى بدعم AOC+3 (مصطلح يشير إلى النائبة التقدمية ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز و3 عضوات أخريات في الكونجرس) — وجميعهم حمقى — وحتى عضو مجلس الشيوخ الفلسطيني العظيم، (تشاك شومر الباكي)، يتملقه. نعم، إنها لحظة كبيرة في تاريخ بلدنا”.
وكتب ترمب في منشور آخر : “لدي فكرة للديمقراطيين لإعادتهم إلى (اللعبة). بعد سنوات من الإقصاء، بما في ذلك تكبدهم واحدة من أعظم الخسائر في التاريخ، وهي انتخابات الرئاسة لعام 2024، يجب على الديمقراطيين ترشيح المرشحة ذات الذكاء المنخفض، ياسمين كروكيت، للرئاسة، ويجب أن تكون AOC+3، على التوالي، نائبة للرئيس، و3 أعضاء رفيعي المستوى في مجلس الوزراء – أضف إليهم عمدة مدينة نيويورك الشيوعي المستقبلي، زهران ممداني، وبلدنا سيكون في ورطة حقيقية!”.
وفاز ممداني بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات على منصب عمدة مدينة نيويورك، الثلاثاء، فيما أقر منافسه حاكم نيويورك السابق أندرو كومو بهزيمته قبل اكتمال فرز الأصوات.
وقال كومو لأنصاره: “لم تكن الليلة ليلتنا.. كانت الليلة ليلة عضو المجلس، ممداني، وقد أدار حملة انتخابية رائعة، وأثر في الشباب وألهمهم وحرك مشاعرهم، وحثهم على المشاركة في التصويت”.
وأضاف كومو: “لقد أدار حملة انتخابية مؤثرة للغاية.. اتصلت به وهنأته”.
وأردف: “التحديات التي نواجهها حقيقية، وتستحق دراسةً جادة.. وأودّ أن أفكر في أفضل السبل لمواجهتها، وأفضل السبل لدعم الحزب، والأهم من ذلك كله، أفضل السبل لدعم المدينة، وهذا ما سنفكر فيه مستقبلاً”.
وقال ممداني لاحقاً لأنصاره: “بكلمات نيلسون مانديلا: يبدو الأمر مستحيلاً حتى يتحقق.. يا أصدقائي، لقد تحقق وأنتم من فعل ذلك.. يشرفني أن أكون مرشحكم الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك”.
وحشد ممداني الناخبين الشباب والتقدميين في محاولة لمعارضة كومو وتنظيم معارضيه خلف حملته الانتخابية، وقلص الفارق في استطلاعات الرأي بالأسابيع الأخيرة، بل وتفوق في الجولة الأخيرة من استطلاع رأي عام مستقل أجرته كلية “إيمرسون”.
وفاجأ ممداني، الذي يحظى بتأييد النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز والسيناتور بيرني ساندرز، المراقبين مساء الثلاثاء بأدائه القوي أمام الحاكم السابق. وكانت معظم استطلاعات الرأي قبل يوم الانتخابات تظهر تقدّم كومو، وإن لم يكن بشكل حاسم في الجولة الأولى.
وشملت المنافسة في الانتخابات التمهيدية المزدحمة مرشحين آخرين من مسؤولي المدينة المخضرمين، مثل المراقب المالي براد لاندر، ورئيسة مجلس المدينة أدريان آدامز، والمراقب المالي السابق سكوت سترينجر.
داعم للقضية الفلسطينية
ويُعرف زهران ممداني بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، بما في ذلك تأييده لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، وقد أثارت هذه المواقف جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية.
وإذا فاز في الانتخابات المقبلة، سيكون أول مسلم يتولى منصب عمدة نيويورك، في خطوة تُعد تاريخية على مستوى التمثيل السياسي للمسلمين والعرب في الولايات المتحدة.
ويركز برنامج ممداني الانتخابي على قضايا العدالة الاجتماعية والاقتصادية، مثل: تجميد الإيجارات في المساكن الخاضعة لقوانين الاستقرار الإيجاري، وهي مجموعة من التشريعات التي تهدف إلى حماية المستأجرين من الزيادات المفرطة في الإيجارات، وضمان استقرارهم السكني، خاصة في المدن ذات الكثافة السكانية العالية مثل نيويورك ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو.
كما يتبنى برنامجه الانتخابي توفير وسائل نقل عام مجانية، وفرض ضرائب على الشركات الكبرى لتمويل الخدمات العامة، وإنشاء متاجر بقالة مملوكة للبلدية لمكافحة ارتفاع الأسعار.