حرب إعلامية نفسية شرسة تصاحب الحرب الإسرائيلية الإيرانية
حرب إعلامية ونفسية ضارية تصاحب الحرب الإسرائيلية الإيرانية لا تقل شراسة وحدة عن حرب السماء والقصف المتبادل بالطائرات والصواريخ بين تل آبيب وطهران.
المواجهة الإعلامية النفسية المباشرة التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الإسرائيلي نتنياهو من جهة والمرشد الإيراني علي خامنئي من الجهة الأخرى وجرى خلالها تراشق التصريحات والتهديدات ورفع رايات النصر من قبل الطرفين عبر الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي.
الرئيس ترامب دعا الثلاثاء الماضي، إيران إلى “الاستسلام غير المشروط
الحرب الإعلامية النفسية في الحرب الإسرائيلية الإيرانية استخدم فيها الطرفان جميع وسائل الإعلام لتوجيه رسائل ودعايات بهدف التأثير في سلوك وعقول الخصوم والجمهور لتحقيق أهداف سياسية، وعسكرية، أو اقتصادية من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب مثل الدعاية، والإشاعة، وافتعال الأزمات، وإثارة الرعب.
ومنذ فجر 13 يونيو الحالي، عندما شنت إسرائيل الحرب على إيران، إيذاناً ببدء أول مواجهة مباشرة بين الدولتين، اشتعلت جبهة الحرب على الرواية الإعلامية، ففي الوقت الذي تتساقط فيه الصواريخ على مواقع استراتيجية في الدولتين، تنطلق التصريحات الإعلامية من العاصمة الأمريكية “واشنطن” ومن “تل آبيب” ومن “طهران” نحو أهدافها المرسومة، فمن يا ترى ييأس أولاً ويوقف حرب التصاريح الإعلامية.
أطراف الحرب يدعيان السيطرة على الأجواء فجيش الدفاع الإسرائيلي يتحدث عن سيطرته على المجال الجوي الإيراني، والحرس الثوري الإيراني يقول إن صواريخ فاتح منحت إيران السيطرة على الأجواء الإسرائيلية.
آخر التصريحات الإعلامية والرسائل النفسية جاءت من المرشد الأعلى بإيران، علي خامنئي الذي خاطب الأمة الإيرانية بعد يوم من دعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إيران إلى “الاستسلام دون قيد أو شرط”، قائلا: “ليعلم الأمريكيون أن الأمة الإيرانية لن تستسلم، وأن أي تدخل عسكري من جانبهم سيؤدي بلا شك إلى أضرار لا يمكن إصلاحها”، محذرا بالقول: “الحكماء والعارفون بإيران وشعبها وتاريخها لا يتحدثون مع هذه الأمة بلغة التهديدات”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد دعا الثلاثاء الماضي، إيران إلى “الاستسلام غير المشروط”، قائلا إن صبره بدأ ينفد وهو يعلم أين يختبئ مرشد إيران، على حد قوله.
وكتب ترامب في منشور له على منصته “تروث سوشيال”،: “نحن نعرف بالضبط أين يختبئ من يُسمى بـ”المرشد الأعلى”. إنه هدف سهل، لكنه آمن في مكانه ولسنا بصدد تصفيته (قتله!) على الأقل في الوقت الحالي. لكننا لا نريد أن تُطلق الصواريخ على المدنيين أو الجنود الأمريكيين. صبرنا بدأ ينفد!” وأضاف ترامب: “استسلام غير مشروط”.
وتابع: “لدينا الآن سيطرة كاملة وتامة على السماء فوق إيران. إيران تمتلك أنظمة تتبع جوي ومعدات دفاعية جيدة وبكميات كبيرة، لكنها لا تُقارن بالمعدات الأمريكية المصنوعة والمُصممة داخل الولايات المتحدة”. وأضاف: “لا أحد يفعل ذلك أفضل من الولايات المتحدة الأمريكية”.
نتنياهو توعد بالقضاء على تهديد إيران النووي
وفي اليوم السادس من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، قال مسؤولون أمريكيون إن اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع فريقه للأمن القومي لم يسفر عن اتخاذ قرار بشأن شن هجوم على إيران، بينما قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن بلاده سترد بقوة على “الكيان الصهيوني” ولن تساومه أبدا.
وفي وقت سابق قال ترامب إن صبره على إيران بدأ ينفد ودعاها للاستسلام، بينما ذكرت القناة الـ12 أن التقديرات في إسرائيل تقول إن الولايات المتحدة قد تنضم للحرب على إيران قريبا.
وأطلقت إيران عشرات الصواريخ التي استهدفت منطقة تل أبيب الكبرى ووسط إسرائيل، وسُمع دوي انفجارات ضخمة في القدس وتل أبيب وفق ما أعلنته وسائل إعلام إسرائيلية.
وقال الحرس الثوري إنه استخدم الجيل الأول من صواريخ “فتّاح” في الموجة الـ11 من عملية الوعد الصادق 3، مضيفا أن عمليته “تمثل بداية نهاية أسطورة الدفاع الجوي للجيش الصهيوني”.
وبينما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقضاء على تهديد إيران الصاروخي والنووي، أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، أن العملية العسكرية لن تنتهي قبل مهاجمة منشأة فوردو.
وفي سياق متصل، ذكر رئيس هيئة الأركان الإيرانية عبد الرحيم موسوي أن عملياتهم السابقة ضد إسرائيل كانت ردعية وسينفذون عملياتهم العقابية ضده قريبا. ودعا سكان الأراضي المحتلة خاصة في تل أبيب وحيفا إلى مغادرتها للحفاظ على أرواحهم.
وكشفت القناة الـ12 أن 1800 إسرائيلي أصيبوا حتى الآن جراء الهجمات الإيرانية. وذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن تقييم استخباراتي أمريكي وإسرائيلي أن بإمكان إسرائيل التصدي للصواريخ طيلة 12 يوما دون مدد أمريكي.