ترامب: استسلام إيران وتفكيك برنامجها النووي هو الحل الوحيد
تهديدات متبادلة بشأن البرنامج النووي الإيراني
في تصعيد غير مسبوق للتوتر بين إيران وإسرائيل، شهد اليوم (الثلاثاء)، سلسلة من العمليات العسكرية المتبادلة والهجمات الجوية والصاروخية التي طالت مواقع استراتيجية لدى الطرفين، فيما تواصلت التصريحات السياسية والتلميحات الدولية باحتمال خروج الوضع عن السيطرة، خاصة في ظل التهديدات المتبادلة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
20 صاروخًا استهدف عدة مدن إسرائيلية ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص
إيران تردّ بالصواريخ والمسيرات وتتوعد بهزيمة إسرائيل
أعلنت إيران تنفيذ هجوم واسع شمل نحو 20 صاروخًا استهدف عدة مدن إسرائيلية، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص وانفجارات عنيفة في مدينة هرتسليا، كما أعلن الحرس الثوري الإيراني إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية بالقرب من منشأة نطنز النووية.
في ذات السياق، أكدت وسائل إعلام إيرانية تعرض مصفاة أصفهان للبتروكيمياويات ومواقع عسكرية أخرى لغارات جوية إسرائيلية، فيما أشارت تقارير إلى هجوم على مستودعات للذخائر تحت الأرض في شاهين شهر وسط محافظة أصفهان، بالإضافة إلى اعتقال عناصر مرتبطة بالموساد الإسرائيلي في محافظتي أصفهان والبرز أثناء تصنيعهم لمتفجرات.
وقال مسؤولون إيرانيون إن “إسرائيل غير قادرة على الصمود في هذه الحرب وستُهزم”، متوعدة باستمرار الرد على الهجمات الإسرائيلية.
إسرائيل تصعد وتعلن مقتل قائد عسكري إيراني بارز
من جهتها، أعلن الجيش الإسرائيلي شن سلسلة غارات جوية مكثفة على غرب طهران، استهدفت مواقع لتخزين الطائرات المسيّرة ومنصات إطلاق صواريخ، كما أكد الجيش مقتل علي شادماني، الذي وصفه بأنه “رئيس أركان الحرب وأرفع قائد عسكري” في إيران.
وفي تصريحات متلاحقة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن إسرائيل ستهاجم “أهدافًا مهمة في طهران اليوم”، محذرًا المرشد الإيراني علي خامنئي من “مصير مشابه لصدام حسين”، كما أفاد الجيش بأنه أكمل موجة من الهجمات في غرب إيران، وأنه اعترض معظم الصواريخ التي أُطلقت من إيران.
وأشار أحد المسؤولين العسكريين الإسرائيليين إلى أن إيران أطلقت حتى الآن 400 صاروخ باليستي ومئات الطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، كما أعلن مقتل ما لا يقل عن 10 علماء إيرانيين أساسيين للبرنامج النووي.
ترامب يدعو لإخلاء طهران ويشدد على منع إيران من امتلاك سلاح نووي
في خضم التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى واجهة التصريحات الدولية، حيث أثار جدلًا واسعًا بدعوته عبر منصته “تروث سوشيال” إلى “إخلاء طهران فورًا”، دون أن يوضح الأسباب، ما عزز حالة القلق الدولي من اتساع رقعة المواجهة وتداعياتها المحتملة.
وأكد ترامب مجددًا موقفه المتشدد تجاه البرنامج النووي الإيراني، مشددًا على أن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا تحت أي ظرف، وأنه كان ينبغي عليها القبول بالاتفاق النووي السابق.
وأضاف: “يا له من إهدار للأرواح البشرية… أريد نهاية حقيقية للمشكلة النووية، لا حلولًا مؤقتة”، مستبعدًا أن تُخفف إسرائيل من هجماتها ضد طهران في الوقت الراهن.
وفي تطور لافت، انسحب ترامب رمزيًا من قمة مجموعة 7 التي انعقدت مؤخرًا، وذلك في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، واتهم ترامب بعض الحلفاء بالتساهل، مؤكدًا أن استسلام إيران الكامل وتفكيك برنامجها النووي هو الحل الوحيد، محذرًا من أن أي تهاون سيكون خطرًا على العالم بأسره.
المواقف الدولية تحذيرات وقلق متزايد
وفي ردود فعل دولية، دعا وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا إيران إلى العودة “بأسرع وقت وبدون شروط مسبقة” إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي.
من جهته، صرّح المستشار الألماني فريدش ميرتس، بأن تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل مطروح على الطاولة، محذرًا من أن “إسرائيل لا تستطيع تنفيذ ذلك بمفردها”.
كما أكدت وكالة الطاقة الذرية تعرض منشأة نطنز النووية لإصابة مباشرة في الهجمات الأخيرة، فيما أعلنت قيادة الأمن الإلكتروني الإيرانية حظر استخدام جميع الأجهزة المتصلة بالشبكة من قبل المسؤولين والحراس، في محاولة لمنع الاختراقات الإسرائيلية.
وتستمر وتيرة التصعيد بين إسرائيل وإيران على نحو يهدد بانفجار أوسع في المنطقة، في وقت تتعالى فيه الأصوات الدولية للتهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات، وسط مخاوف حقيقية من انزلاق الأمور نحو مواجهة إقليمية كبرى.