كثفت إسرائيل، السبت، ملاحقتها الجوية لأشخاص يُشتبه في أنهم أعضاء في «حزب الله» بجنوب لبنان، حيث نفذت أربعة استهدافات، أسفرت عن مقتل شخص، وإصابة ستة آخرين بجروح، وذلك في أعلى حصيلة للاستهدافات المتفرقة اليومية منذ شهرين بالحد الأدنى.
ويأتي التصعيد العسكري والأمني الإسرائيلي في لبنان، منذ يومين، بموازاة النقاشات اللبنانية لبلورة موقف رسمي موحد، يتضمن إجابات على ورقة أميركية تتضمن مطالب واضحة بسحب سلاح «حزب الله» وإنجاز إصلاحات مالية وإدارية وسياسية في البلاد، ويفترض أن يسلم لبنان الإجابة للموفد الأميركي توماس براك، يوم الاثنين المقبل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أن طائرة تابعة له قتلت أحد عناصر قوة «الرضوان» التابعة لـ«حزب الله» اللبناني في منطقة عيناتا جنوب البلاد، في إشارة إلى غارة جوية بمسيَّرة استهدفت سيارة في منطقة صف الهوا على مدخل مدينة بنت جبيل والمحاذية لبلدة عيناتا الحدودية في جنوب لبنان.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان نقلته «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية إن «غارة العدو الإسرائيلي بمسيَّرة على سيارة» في بنت جبيل «أدت في حصيلة أولية إلى سقوط شهيد وإصابة شخصين بجروح». وأفادت الوزارة في وقت لاحق بإصابة شخص في غارة جوية جديدة استهدفت سيارة أخرى في البلدة نفسها، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في غارة مماثلة استهدفت سيارة في بلدة شقرا المجاورة.
وفي وقت سابق، السبت، أعلنت الوزارة أن غارة إسرائيلية بمسيَّرة أدت إلى إصابة مواطن في شبعا بجنوب لبنان أيضاً، فيما ذكرت الوكالة الوطنية أن الغارة استهدفت منزلاً.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنّ «الجيش حاول اغتيال 4 عناصر من (حزب الله) في جنوب لبنان عبر تنفيذ غارات جوية متفرقة»، مشيرةً إلى «تأكد مقتل عنصر واحد من (حزب الله)، بينما لا تزال حالة 3 آخرين قيد الفحص».
أعلى حصيلة أمنية منذ شهرين
وبلغ عدد الاستهدافات أربعة في ثلاث مناطق بالجنوب، في أعلى حصيلة لعمليات أمنية متفرقة في يوم واحد منذ شهرين. ويرى لبنانيون أن هذا التصعيد «تريد فيه إسرائيل الضغط على المفاوض اللبناني بتنفيذ المطالب التي تتضمنها الورقة الأميركية»، في وقت لم يسلم «حزب الله» بعد للدولة اللبنانية رده على الورقة، ويرسل إشارات متضاربة، ويرفع سقف شروطه، وفي مقدمتها مطالبة إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، أي الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها، ووقف الخروقات وإطلاق سراح 16 أسيراً موثقاً لدى السلطات اللبنانية، تحتجزهم إسرائيل.
ويسري في لبنان منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، اتفاق لوقف إطلاق النار بعد نزاع امتد أكثر من عام بين إسرائيل و«حزب الله»، تحوّل إلى مواجهة مفتوحة مني خلالها الحزب بخسائر كبيرة على صعيد البنية العسكرية والقيادية. والخميس، أسفرت ضربة إسرائيلية على سيارة عند المدخل الجنوبي لبيروت عن مقتل رجل وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين حسبما أعلنت السلطات اللبنانية، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف «إرهابياً» يعمل لصالح إيران.
ونصّ وقف إطلاق النار على انسحاب «حزب الله» من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام (يونيفيل).
كما نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، لكن إسرائيل أبقت على وجودها في 5 مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها. وتوعّدت إسرائيل بمواصلة شنّ ضربات ما لم تنزع السلطات اللبنانية سلاح الحزب المدعوم من إيران.