بابا الفاتيكان يلتقي قادة مسيحيي الشرق الأوسط في مسعى لتوحيد الصف
يلتقي البابا ليو في تركيا، اليوم (الجمعة)، قادة مسيحيين من أنحاء الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يحثَّ على الوحدة بين الطوائف المنقسمة منذ قرون خلال أول رحلة له إلى الخارج منذ توليه قيادة الكنيسة الكاثوليكية.
وسيحضر أول بابا أميركي احتفالاً يُعقَد في تركيا بذكرى مرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية الأول، الذي أقرَّ صيغة قانون الإيمان التي لا يزال معظم مسيحيي العالم، البالغ عددهم نحو 2.6 مليار، يتبعونها حتى اليوم.

واحتفالية اليوم الجمعة، هي السبب الرئيسي لزيارة البابا ليو التي تستغرق 4 أيام لتركيا ذات الأغلبية المسلمة، وستتم متابعة الزيارة من كثب، إذ سيلقي البابا خلالها أول خطاباته خارج الفاتيكان، ويتفاعل للمرة الأولى مع الناس خارج إيطاليا ذات الأغلبية الكاثوليكية.
ووصل ليو، الذي لم يكن معروفاً إلى حد كبير على الساحة العالمية قبل أن يصبح بابا الفاتيكان في مايو (أيار)، إلى تركيا أمس (الخميس). وفي أول خطاب له في الخارج، عبَّر عن أسفه بشأن العدد الهائل للصراعات الدموية.
وفي فعالية مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، حذَّر البابا من أن حرباً عالمية ثالثة «تدور رحاها بشكل مجزأ»، مما يعرِّض مستقبل البشرية للخطر.
البابا يلتقي قادة مسيحيين من مصر وإسرائيل
أصبحت الرحلات الخارجية جزءاً أساسياً من المهام البابوية في العصر الحديث، إذ تجذب اهتمام العالم من خلال لقاءات تحضرها حشود تصل أحياناً إلى الملايين، وخطابات تتعلق بالسياسة الخارجية، ومبادرات دبلوماسية دولية.
ويسافر البابا ليو، اليوم (الجمعة)، إلى إزنيق، على مسافة 140 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من إسطنبول والتي كانت تُعرَف باسم نيقية، حيث صاغ رجال الكنيسة قديماً «قانون إيمان نيقية»، الذي يحدِّد المعتقدات الأساسية لمعظم المسيحيين اليوم.
وسينضم له البطريرك برثلماوس، الزعيم الروحي لنحو 260 مليوناً من المسيحيين الأرثوذكس حول العالم، بالإضافة إلى قادة مسيحيين آخرين من دول مثل تركيا ومصر وسوريا وإسرائيل.
ورغم الانقسام بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية في عام 1054، فإن الروابط بينهما تعزَّزت عموماً في العقود القليلة الماضية.
وتظهر إحصاءات الفاتيكان أن تركيا تضم الآن نحو 33 ألف كاثوليكي من بين سكان يبلغ عددهم نحو 85 مليون نسمة، بعد أن كانت ذات يوم أرضاً مزدهرة للمسيحية وموطناً لقديسين كبار مثل فيليب وبولس ويوحنا.
والتقى البابا ليو، صباح اليوم (الجمعة)، أبناء الطائفة الكاثوليكية الصغيرة في تركيا. وردَّد المشاركون هتافات «يعيش البابا» في كاتدرائية «الروح القدس» بإسطنبول.
ودعا البابا الكاثوليك إلى عدم السعي وراء نفوذ سياسي، وقال إنه ينبغي عليهم التركيز على مساعدة المهاجرين في تركيا التي تستضيف نحو 4 ملايين أجنبي، منهم نحو 2.4 مليون سوري، إلى جانب مهاجرين من أفغانستان وإيران والعراق.
وجعل ليو رعاية المهاجرين على رأس أولوياته، وانتقد بشكل متكرِّر سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المناهِضة للهجرة.

جدول أعمال مزدحم في تركيا ولبنان
لدى البابا ليو، البالغ من العمر 70 عاماً ويتمتع بصحة جيدة، جدول أعمال مزدحم خلال رحلته الخارجية التي تستغرق 6 أيام.
في تركيا، سيزور أيضاً «المسجد الأزرق» في إسطنبول غداً (السبت)، في أول زيارة له بوصفه بابا إلى مكان عبادة خاص بالمسلمين، وسيحضر قداساً كاثوليكياً في «ساحة فولكسفاجن» في المدينة.
ومن المتوقع أن يكون السلام موضوعاً رئيسياً لزيارة البابا إلى لبنان، التي تبدأ يوم الأحد.
وعانى لبنان، الذي يضم أكبر نسبة من المسيحيين في الشرق الأوسط؛ بسبب تداعيات الصراع في غزة.

