يستهل نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس زيارة إلى بريطانيا باجتماع مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الجمعة، وهو ما سيسلط الضوء مجدداً على انتقادات فانس الحادة للندن وحزب العمال الحاكم.
ومن المتوقع أن يصل فانس وزوجته أوشا وأطفالهما الثلاثة الصغار إلى لندن في مستهل رحلة تشمل الإقامة مع لامي في تشيفنينج، المقر الريفي الذي يستخدمه وزير الخارجية.
وسيقيمون لاحقاً في كوتسوولدز، وهي منطقة خلابة في الريف الإنجليزي، وملاذ شهير للأثرياء والشخصيات المؤثرة، من لاعبي كرة القدم ونجوم السينما إلى الشخصيات الإعلامية والسياسية.
وعلى الرغم من اختلافاتهما، نشأت بين فانس ولامي صداقة حميمة، وفقاً لما نقلت “رويترز” عن مسؤولين مطلعين.
وحضر لامي قداساً في مقر إقامة نائب الرئيس في واشنطن خلال زيارة في مارس، والتقيا مجدداً في روما في مايو لحضور القداس الافتتاحي للبابا ليو الرابع عشر، وفقاً للمسؤولين.
توتر متصاعد
وتأتي زيارة فانس في ظل تصاعد التوتر عبر الأطلسي، وتحولات سياسية داخلية في البلدين، وزيادة الاهتمام بآراء فانس في السياسة الخارجية مع بروزه ضمن الشخصيات الرئيسية في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ووصف مصدر مطلع الرحلة بأنها زيارة عمل تتضمن عدة التزامات رسمية واجتماعات وزيارات لمواقع ثقافية. ومن المتوقع أيضاً أن يلتقي فانس بقوات أميركية.
ووصف لامي ترمب ذات مرة بأنه “متطرف يميني” و”نازيّ جديد”، لكنه منذ توليه السلطة قلل من أهمية تصريحاته واعتبرها “حديثاً قديماً”.
وتأتي زيارة فانس بعد وقت قصير من سفر ترمب إلى اسكتلندا في زيارة خاصة شملت اجتماعات مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي أبرمت اتفاقية تجارية إطارية مع الولايات المتحدة تفرض تعريفة جمركية بنسبة 15% على معظم سلع الاتحاد الأوروبي.
وأمضى فانس إجازة شتوية في وقت سابق من العام، في ولاية فيرمونت الأميركية شابتها احتجاجات حشود غاضبة من سياسات الإدارة المناهضة للهجرة وطريقة معالجتها للأزمة الأوكرانية.
وذكرت تقارير أن تحالفاً من النقابات العمالية والمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين ونشطاء معنيين بمكافحة تغير المناخ حذروا من أن فانس سيواجه تحركات مماثلة في بريطانيا في الأيام المقبلة.
وقال مسؤولون إن الاجتماع الثنائي الذي سيعقد الجمعة، يفتقر إلى جدول أعمال رسمي، لكن من المرجح أن يتطرق إلى أزمتي أوكرانيا وغزة، إلى جانب قضايا التجارة.
ودافع فانس عن سياسة خارجية قائمة على مبدأ “أميركا أولاً”، وقال ذات مرة إن فوز حزب العمال (يسار الوسط) في انتخابات العام الماضي، يعني أن بريطانيا “ربما” تكون أول دولة “إسلامية بحق” تمتلك سلاحاً نووياً.
كما هاجم المملكة المتحدة لما أسماه بـ”تقويضها” لحرية التعبير ووضعها “الحريات الأساسية للبريطانيين المتدينين في مرمى النيران”.
وتضغط بريطانيا على ترمب لدعم أوكرانيا في الحرب مع روسيا، وتسريع الجهود لإنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. لكن برونوين مادوكس المديرة في مركز “تشاتام هاوس” للأبحاث ترى أنه من غير المرجح أن يضغط لامي بقوة.
وقالت مادوكس: “إنها فرصة لنقل وجهة نظر بريطانيا هناك، لكنهم لا يسعون إلى الخلاف”. وأضافت أن المسؤولين البريطانيين راضون عن اتفاقية التجارة التي أبرموها مع ترمب.
ومن المقرر أيضاً أن يقوم ترمب بزيارة دولة إلى بريطانيا في سبتمبر، مما يجعله أول زعيم سياسي منتخب في العصر الحديث يستضيفه ملك بريطاني في زيارتين رسميتين.