قال المبعوث الأميركي لدى حلف شمال الأطلسي “الناتو” ماثيو ويتيكر، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة قررت عدم فرض عقوبات ثانوية على الصين لدعمها روسيا في حربها ضد أوكرانيا، موضحاً أن المفاوضات التجارية الجارية بين بكين وواشنطن حالت دون اتخاذ القرار.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب هدد بفرض عقوبات على مشتري النفط الروسي ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بين كييف وموسكو لإنهاء الصراع الذي يدخل الآن عامه الرابع.
وحتى الآن، فرض البيت الأبيض رسوماً جمركية على الهند، بسبب شرائها النفط الروسي، لكنه لم يفرضها على الصين.
ورقة اقتصادية
وقال ويتيكر لـ”بلومبرغ” من مدينة بليد في سلوفينيا، إن “الرئيس ترمب لم يفرض رسوماً على الصين، لأن تلك المفاوضات ما زالت جارية. والحرب في أوكرانيا هي بالتأكيد جزء من هذا النقاش”.
وأضاف: “لا أختلف مع الرأي القائل إن هذه العقوبات ستكون فعّالة”، لافتاً إلى أن آخر مواجهة تجارية بين بكين وواشنطن انتهت بفرض رسوم متبادلة وصلت إلى 145%.
واعتبر أن هذا “ليس هو السبيل لحل المسألة، سواء فيما يتعلق بالتجارة مع الصين أو بحرب روسيا وأوكرانيا”، مشيراً إلى حجم التعقيدات المحتملة في حال تم استخدام هذه الورقة الاقتصادية.
ويرى ويتيكر، أن الرسوم المفروضة على الهند “غيّرت حساباتها” بشأن مشتريات الطاقة الروسية، لكنه استبعد أن تعزز واشنطن علاقاتها التجارية مع نيودلهي.
وفيما يتعلق بالصين، شدد المبعوث الأميركي، على أن ترمب “يدرك تماماً أنه يملك هذه الأوراق، وقد يفرض الرسوم إذا رأى ذلك ضرورياً”.
ومددت واشنطن وبكين، الشهر الماضي، هدنة تجارية لمدة 90 يوماً لتؤجلا بذلك فرض رسوم جمركية في خانة المئات على بضائع كل منهما.
وتُبرز هذه التصريحات كيف أن أهداف ترمب في معالجة اختلالات الميزان التجاري مع الولايات المتحدة قد تعيق خياراته في السعي لإنهاء حرب روسيا، بحسب “بلومبرغ”.
قمة افتراضية
وتدعم فرنسا وألمانيا فكرة فرض عقوبات ثانوية على الدول، في ظل تنامي نفاد صبر قادتهما إزاء تردد الرئيس الأميركي في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل مباشر بشأن حربه في أوكرانيا.
وسيستضيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، قمة بحضور نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعدد من أبرز حلفاء كييف، مع مشاركة بعض القادة افتراضياً، في حين لم يتضح بعد ما إذا كان ترمب سيشارك.
وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الثلاثاء، إنه سيقترح أن تستضيف جنيف محادثات وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا، وذلك خلال الاجتماع الذي سيشارك فيه قرابة 30 دولة لبحث ضمانات لكييف لما بعد الحرب.
وأشار ميرتس في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة سويسرا كارين كيلر-سوتر، إلى أن “جنيف ستكون مكاناً مناسباً لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار”.
وتابع: “بعد غد، سأقترح مجدداً على ما يسمى تحالف الراغبين توجيه دعوة (لجنيف)”.
وأجرى “تحالف الراغبين”، الذي شكلته فرنسا وبريطانيا، محادثات على مدى أشهر في مسعى لوضع خطط لما يمكن أن تساهم به الدول عسكرياً في أوكرانيا لردع روسيا عن مهاجمتها مجدداً في حال التوصل إلى وقف نهائي لإطلاق النار.
ويقترب موعد المهلة الأخيرة التي حددها الرئيس الأميركي، ومدتها أسبوعان، من الانتهاء من دون إحراز تقدم واضح نحو اتفاق سلام.
وكان ترمب أشاد بالتقدم في قمة جمعته ببوتين في ولاية ألاسكا في أغسطس، لكن ذلك سرعان ما تعثر، إذ رفضت موسكو فكرة تقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، كما لم تلتزم بعقد اجتماع مع زيلينسكي.