وقّع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قراراً لتنفيذ مخطط E1 الاستيطاني، والذي سيفصل شمال الضفة الغربية المحتلة عن جنوبها ويواجه معارضة وتنديد دولي، وتعهّد بعدم “قيام دولة فلسطينية”، فيما علق نائب الرئيس الفلسطيني، حسين الشيخ، على تصريحات نتنياهو، قائلاً: “الدولة الفلسطينية قادمة شاء من شاء وأبى من أبى”.
وقال نتنياهو، في تصريحات أدلى بها خلال زيارته لمستوطنة “معاليه أدوميم” والتي ستضاف إليها آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة: “قلت في اليوم الثاني من الحرب إننا سنغيّر الشرق الأوسط، وقد فعلنا ذلك خطوة بخطوة وأزلنا تهديداً وجودياً، وسنُكمل المهمة”.
من جانبه، قال الشيخ، عبر منصة “إكس” إن “الدولة الفلسطينية قادمة بحتمية انتصار الشعوب المقهورة والمُحتلة ورحيل الاحتلال وزواله، مهما تجبّر وتنمّر الاحتلال مصيره إلى الرحيل”.
وأضاف: “الدولة الفلسطينية قادمة شاء من شاء وأبى من أبى، صياغة الواقع بقوة وجبروت العسكرة لن تغير من المسار التاريخي الحتمي أن إرادة الشعوب في الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير لن تُقهر.. لا E1 ولا غيرها من الإجراءات الاحتلالية ستمنع الشعب الفلسطيني من الوصول لأهدافه الوطنية المشروعة، بدعم وإسناد الأشقاء والأصدقاء في العالم”.
وتواجه إسرائيل انتقادات دولية كبيرة، حتى من أقرب حلفائها، بسبب خططها الاستيطانية وحربها على غزة، ما دفع ببعض الدول الغربية إلى إعلان عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، الشهر الجاري.
ويهدف المشروع إلى ربط مستوطنة “معاليه أدوميم” مع القدس الشرقية، وهو ما يعتبره معظم المجتمع الدولي خرقاً للقانون الدولي، إذ تُعد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والاحتلال العسكري للمنطقة منذ عام 1967، غير شرعيين.
ما هو المخطط الاستيطاني E1؟
ومخطط E1 هو مشروع استيطاني اعتمدته الحكومة الإسرائيلية عام 1999 على أراضٍ فلسطينية تبلغ مساحتها 12,000 دونم (حوالي 12 مليون متر مربع).
وتعمل إسرائيل على تنفيذ مخطط تسميه “القدس الكبرى” ويستهدف توسيع حدود المدينة المقدسة لتشمل 3 تكتلات استيطانية إسرائيلية حولها، وهي: “مستوطنة معاليه أدوميم شرقاً، ومستوطنة جفعات زئيف شمالاً، ومستوطة جوش عتصيون جنوباً”.
ويهدف ربط هذه المستوطنات بالقدس الشرقية إلى خلق تواصل جغرافي بين التكتلات الاستيطانية من جهة، وعزل وإخراج التجمعات الفلسطينية خارج حدود المدينة وحرمانها من حقها التاريخي.
وتعد مستوطنة “معاليه أدوميم” الواقعة في الضفة الغربية المحتلة شرق القدس القديمة “نقطة محورية” ضمن مخطط E1 الاستيطاني، بحسب نشرة أصدرتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
ويسعى رئيس مستوطنة “معاليه أدوميم” للبناء في مواقع مختلفة في محيط القدس ضمن مخطط E1، مثل بناء مدينة ملاهي كبيرة على مساحة 800 دونم (حوالي 800 ألف متر مربع) تضم متنزهاً وبحيرة صناعية وملاعب رياضية وفنادق تهدف لجذب السياح، إضافة إلى بناء حي استعماري جديد يحمل اسم “مفسيرت أدوميم” يتضمن أكثر من 3 آلاف وحدة استيطانية بهدف ربط القدس الشرقية بمنطقة غور الأردن ومنها إلى الحدود الشرقية.
ويخطط الاحتلال الإسرائيلي أيضاً لربط مستوطنة “كيدار” بمستوطنة “معاليه أدوميم” والبناء في المنطقة الواقعة بينهما.