أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، الاثنين، خفض عدد مهام رواد الفضاء المدرجة في عقد مركبة “ستارلاينر”، التابعة لشركة “بوينج”، وقالت إن الرحلة القادمة للمركبة إلى محطة الفضاء الدولية ستنطلق دون طاقم.
وبهذه الخطوة، تهدف “ناسا” إلى تقليص نطاق برنامج تعثّر بسبب مشكلات هندسية، وتزايد الفارق في الأداء أمام تقدّم شركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك.
ووقع آخر خلل أثناء أول رحلة مأهولة تجريبية لستارلاينر في 2024، والتي حملت رائدي ناسا بوتش ويلمور، وسوني ويليامز؛ إذ تعطّل عدد من دافعات نظام الدفع في المركبة أثناء اقترابها من محطة الفضاء الدولية.
تعثر برنامج ستارلاينر
وقالت “ناسا” إنها وشركة “بوينج” كانتا تناقشان مستقبل برنامج “ستارلاينر” منذ أشهر، بعد الخطأ الذي أدى إلى بقاء الطاقم على متن المحطة لمدة 9 أشهر.
وأكدت متحدثة باسم “بوينج” أن الشركة لا تزال ملتزمة بالبرنامج.
وكان عقد “بوينج” ضمن برنامج الطاقم التجاري التابع لـ “ناسا”، والمقدّر سابقاً بـ 4.5 مليار دولار، ينص على تنفيذ 6 رحلات تشغيلية بعد الاعتماد الرسمي لنقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية.
ويقضي التعديل الأخير بتقليص عدد رحلات “ستارلاينر” إلى 4 رحلات، تشمل ما يصل إلى 3 رحلات مأهولة ورحلة غير مأهولة في أبريل المقبل، وتظل الرحلتان الإضافيتان اختياريتين.
وخفضت هذه التعديلات قيمة العقد بمقدار 768 مليون دولار ليصل إلى 3.732 مليار دولار، وفق ما قال متحدث باسم “ناسا”.
ووفق مراجعة “رويترز” لبيانات العقود، فإن “ناسا” دفعت بالفعل 2.2 مليار دولار من المبلغ.
واختارت “ناسا” في 2014 شركتي “بوينج”، و”سبيس إكس” لتطوير وتشغيل مركبتين لنقل رواد الفضاء الأميركيين من وإلى محطة الفضاء الدولية، بهدف توفير بديلين احتياطيين عن بعضهما.
المركبة الأساسية
بينما أصبحت كبسولة دراجون، التابعة لسبيس إكس، المركبة الأساسية لناسا منذ أول رحلة مأهولة لها في 2020، تعثّر برنامج ستارلاينر لسنوات بسبب التأجيلات والأعطال الفنية وتجاوزات التكاليف.
وقالت متحدثة “بوينج” إن السلامة تظل أولوية قصوى، بينما تركز الشركة على مهمة Starliner-1 التي تتضمن ما استخلصته من الرحلات التجريبية السابقة، والاختبارات التي أجريت هذا الخريف.
وقال مدير برنامج الطاقم التجاري في “ناسا”، ستيف ستيتش، إن “ناسا” و”بوينج” تواصلان إجراء اختبارات مكثفة على نظام الدفع في “ستارلاينر” استعداداً لرحلتين محتملتين العام المقبل.
سبيس إكس تنظم رحلات إضافية
وأضاف أن هذا التعديل يسمح لبوينج وناسا بالتركيز على اعتماد النظام بأمان في 2026، وتنفيذ أول مهمة دوران طاقم لستارلاينر عندما يصبح ذلك ممكناً، وتنسيق خطط الرحلات المستقبلية، بما يتوافق مع احتياجات تشغيل محطة الفضاء الدولية حتى 2030.
ومع تأخر ستارلاينر، منحت ناسا شركة سبيس إكس في السنوات الماضية، رحلات إضافية إلى محطة الفضاء الدولية، باستخدام المركبة دراجون، وحجزت هذه المهام حتى موعد تقاعد المحطة المخطط له في 2030، ما يثير تساؤلات بشأن قدرة ستارلاينر على المنافسة.
وأنفقت بوينج أكثر من 2 مليار دولار على البرنامج منذ 2016.
وتقول ناسا إنها تحتاج إلى مركبتين أميركيتين للوصول إلى محطة الفضاء الدولية، حتى لا تضطر للاعتماد على المركبات الروسية إذا توقفت رحلات دراجون.
وترى بوينج أن ستارلاينر يمكن أن تعمل كمركبة تجارية لمحطات فضاء مستقبلية، وربما تخلف محطة الفضاء الدولية، غير أن تلك الخطط لا تزال بعيدة.
وقالت ناسا إن المهمة التالية، المقررة في أبريل 2026 والمعروفة باسم Starliner-1، ستنقل شحنة إلى محطة الفضاء الدولية بدلاً من رواد الفضاء.

