في قصة مؤثرة شهدتها مكة المكرمة خلال موسم الحج، التقى شاب سوري بوالدته بعد فراق دام عقدًا من الزمن، في لحظات تحولت فيها آلام الغياب إلى لحظات فرح ملأتها مشاعر الشوق والحنين.
الشاب طلال العلي، من مواليد عام 2000، والذي ينحدر من ريف مدينة رأس العين بالحسكة في سوريا، غادر البلاد في عام 2015 وهو في الخامسة عشرة من عمره، قائلاً: “غادرت سوريا عبر لبنان، ومكثت هناك 7 سنوات، ثم انتقلت إلى الإمارات.”
وأضاف طلال، أنه يعمل الآن سائق شاحنات ثقيلة، ويحمد الله على لقائه بوالدته في موسم حج 1446، حيث كان آخر لقاء له بوالدته في عام 2015، عندما ودعته وهو طفل صغير.
وعن شعوره اليوم، قال طلال في حديثه لـ”أخبار 24″: “شعور لا يوصف، الحمد لله رب العالمين، عندما رأيتها، لم أصدق، وتمنيت لو رأيتها قبل سنوات، لكن لم تسنح لي الفرصة”، معربًا عن سعادته البالغة بأداء فريضة الحج للمرة الأولى برفقة والدته، متمنيًا أن تتاح لكل من فارق والدته فرصة الحج معها.
من جانبها، عبرت والدة طلال عن فرحتها العارمة بلقاء ابنها بعد فراق دام 11 عامًا، قائلة: “الحمد لله رب العالمين، فقد بعثه الله لي هذا العام، أنا شاكرة لله وممتنة له، وكنت أدعو له بكل ما أستطيع، كنت أدعو الله وأتوسل إليه أن أرى ولدي في الحج”.
وعن سنوات الفراق، قالت: “كانت سنوات طويلة ومؤلمة”، مبينة أن لديها 5 أولاد و5 بنات وقامت بتربيتهم بعد سفر والدهم، حيث قالت: “والدهم غادر وتغرب وتركني أنا وإياهم فقمت بتربيتهم، والحمد لله بفضل الله استطعت أن أحافظ عليهم، وأجمعهم كلهم وقد كبروا، وأصبح لديهم أسر وأبناء”.