تشارك تركيا، بشكل مباشر، الأربعاء، في جهود الوساطة التي ترعاها مصر وقطر في مفاوضات شرم الشيخ، الرامية لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بينما قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لـ”حماس” طاهر النونو، إن الحركة “تبادلت كشوفات الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم وفق المعايير والأعداد المتفق عليها”، مشيراً إلى أن المفاوضات في شرم الشيخ “تركزت حول آليات تنفيذ إنهاء الحرب، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، وتبادل الأسرى”.
وأضاف النونو في تصريحات من شرم الشيخ، أوردتها حركة “حماس” في بيان، أن “وفد الحركة قدم الإيجابية والمسؤولية اللازمة لإحراز التقدم المطلوب وإتمام الاتفاق”، معتبراً أن “الوسطاء يبذلون جهوداً كبيرة لإزالة أي عقبات أمام خطوات تطبيق وقف إطلاق النار”.
وأضاف النونو، أن “روحاً من التفاؤل تسري بين الجميع”، لافتاً إلى أن “المفاوضات غير المباشرة تتواصل الأربعاء، بمشاركة جميع الأطراف والوسطاء”.
وتدخل مفاوضات شرم الشيخ بين حركة “حماس” وإسرائيل، الأربعاء، يومها الثالث، بينما ينضم وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، الذي ترعى بلاده جهود الوساطة مع مصر، إلى المفاوضات، كما سيشارك رئيس الاستخبارات التركية، إبراهيم قالن، في المفاوضات.
أردوغان: ترمب طلب مشاركتنا لإقناع “حماس”
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إن نظيره الأميركي دونالد ترمب، طلب من أنقرة “التحدث إلى حماس وإقناعها”، مضيفاً: “نحن ندعم جهود ترمب من أجل السلام”، مشيراً إلى أن بلاده التي تشارك لأول مرة بشكل مباشر في جهود الوساطة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تتواصل مع “حماس”، و”تفسر لهم السبيل الأمثل بشأن مستقبل فلسطين”.
وشدد الرئيس التركي، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “الأناضول” التركية الرسمية، على أن “قطاع غزة يجب أن يظل فلسطينياً، ويجب أن يحكمه الفلسطينيون”.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في وقت سابق، إن الساعات الـ48 المقبلة ستكون “حاسمة” بشأن التوصل إلى اتفاق يفضي إلى الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين المتبقين وإنهاء حرب غزة، وفق ما نقله مصدران مطلعان، خلال لقاء الرئيس بعائلة المحتجز الإسرائيلي-الأميركي السابق في غزة، عيدان ألكسندر.
والتقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، بفريقه للأمن القومي لبحث تقدم مفاوضات إنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك قبل مغادرة مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر إلى مصر للمشاركة في المفاوضات.
وذكر موقع “أكسيوس” الأميركي، أن ترمب وفريقه يضغطون بقوة على إسرائيل وحركة “حماس” لإنهاء المفاوضات خلال أيام، والتوصل لاتفاق يفضي إلى الإفراج عن المحتجزين وإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين.
وكان رئيس وفد حركة “حماس” المفاوض، خليل الحية، قال، الثلاثاء، إن الحركة جاءت إلى محادثات شرم الشيخ “بهدف مباشر” يتمثل في إنهاء الحرب على قطاع غزة، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي، وتبادل الأسرى بالكامل، مطالباً في الوقت نفسه بـ”ضمانات حقيقية” من الرئيس الأميركي دونالد ترمب والدول الراعية بوقف الحرب بشكل كامل وعدم عودتها.
نقاط خلافية في مفاوضات شرم الشيخ
وقالت مصادر مطلعة على مسار المفاوضات في شرم الشيخ لـ”الشرق”، إن وفدي “حماس” وإسرائيل عقدا جلسة مسائية، الثلاثاء، لمواصلة المفاوضات غير المباشرة بوساطة مصرية قطرية، فيما أشار قيادي في “حماس”، إلى أن إسرائيل “قدمت خرائط الانسحاب التي ستتزامن مع عملية تبادل الرهائن والأسرى، كما تمت مناقشة آليات عملية التبادل والمواعيد، واصفاً المفاوضات بأنها “صعبة”.
وأوضحت المصادر، أن إسرائيل “لا زالت تصر على إطلاق سراح كل الرهائن الإسرائيليين، خلال 3 أيام، مع انسحاب محدود من بعض المناطق”، لكنها أكدت أن وفد “حماس”، “أبلغ الوسطاء أنه لا يزال يتمسك بتهيئة الظروف الميدانية بوقف العمليات العسكرية، والقصف بأشكاله والطيران الحربي والاستطلاعي والانسحاب من داخل المدن والتجمعات السكانية، تمهيداً لنقل وتسليم الرهائن وضرورة الاتفاق على جدولة محددة بمواعيد للانسحابات الإسرائيلية، وصولاً إلى الانسحاب الكامل من القطاع، وإدخال كميات كافية من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى جانب وقف إطلاق النار، بما يقود إلى وقف شامل ودائم للحرب”.
وأشار قيادي في “حماس”، خلال تصريحات لـ”الشرق”، إلى أن الحركة طالبت بأن يشمل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، كبار قادة الأسرى وبينهم، مروان البرغوثي، القيادي في حركة “فتح”، وأحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
كما شددت “حماس” وفق المصادر، على توفير ضمانات دولية إلى جانب ضمانات شخصية من الرئيس الأميركي ترمب، بشأن وقف الحرب بشكل كامل ودائم، وعدم إقدام إسرائيل على عمليات اغتيالات داخل وخارج الأراضي الفلسطينية، بعد وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل من القطاع، ورفع الحصار المفروض على القطاع بما يضمن آلية إعادة الإعمار.