تشن إسرائيل غارات على العديد من مواقع البرنامج النووي في إيران، ولكن من العوامل الحاسمة في تحديد ما إذا كان هذا الهجوم سينتهي بنجاح أو يتحول إلى خطأ استراتيجي، هو مصير منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم.
فالمنشأة المحصنة، المبنية في عمق جبل وتحت الأرض، تمثل تحدياً عسكرياً كبيراً، إذ يتطلب تدميرها إما براعة تكتيكية استثنائية أو دعماً أميركياً مباشراً.
وفي حال نجت فوردو من الهجوم، فقد يؤدي ذلك إلى تسريع البرنامج النووي الإيراني بدلاً من تقويضه، وهو عكس ما تسعى إليه إسرائيل، وفق تقرير لموقع “أكسيوس” الأميركي.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، لشبكة “فوكس نيوز”، الجمعة: “العملية برمتها.. يجب أن تُستكمل بتدمير فوردو”.
ولهذا، تعوّل تل أبيب على أن تقرر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في نهاية المطاف الانضمام إلى الهجوم، لضمان نجاح المهمة.
“القنابل والقاذفات اللازمة لتدمير فوردو”
تفتقر إسرائيل إلى القنابل الخارقة للتحصينات والقاذفات الاستراتيجية اللازمة لتدمير منشأة فوردو، في حين تمتلك الولايات المتحدة كلا السلاحين، ويتمركزان على مسافة قريبة من إيران.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي أن واشنطن “لا تزال قادرة على الانضمام إلى الهجوم”، مشيراً إلى أن ترمب “ألمح خلال محادثة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قبل أيام من العملية، إلى استعداده للتدخل إذا تطلب الأمر”.
لكن مسؤولاً في البيت الأبيض نفى هذه المزاعم، مؤكداً للموقع أن ترمب “قال العكس تماماً”، وأن الولايات المتحدة “لا تعتزم التدخل بشكل مباشر في الوقت الراهن”.
في المقابل، يرى بعض الخبراء أن إسرائيل قد تلجأ إلى قصف متكرر لنفس النقطة في محاولة لمحاكاة تأثير القنابل الخارقة. كما يُطرح خيار آخر، أكثر مخاطرة، يتمثل في إرسال قوات خاصة لتنفيذ مداهمة تستهدف المنشأة من الداخل.
ويُستشهد في هذا السياق بعملية نفذتها وحدة خاصة إسرائيلية في سبتمبر الماضي، حين قامت بتدمير مصنع صواريخ تحت الأرض في سوريا عبر زرع متفجرات استغرقت عمليتها ساعتين فقط.
منشأة نطنز
وزعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن سبب الهجوم الإسرائيلي، تزايد مخزون طهران من اليورانيوم عالي التخصيب، إضافة إلى معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران استأنفت أنشطة بحث وتطوير تتعلق بتسليح الأسلحة النووية.
وركّزت الضربات الإسرائيلية على منشآت تخصيب اليورانيوم، وخطوط إنتاج أجهزة الطرد المركزي، إضافة إلى استهداف علماء نوويين، في محاولة لشلّ البرنامج النووي الإيراني.
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، أمام مجلس الأمن، الجمعة، إن الضربات الإسرائيلية دمّرت منشأة نطنز فوق الأرض، وهي إحدى المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران.
وأضاف أن الجزء الواقع تحت الأرض من المنشأة لم يُستهدف مباشرة، لكن انقطاع الكهرباء الناتج عن الهجمات قد يكون ألحق ضرراً بأجهزة الطرد المركزي.
كما أكد جروسي أن إسرائيل دمّرت مواقع نووية أخرى في أصفهان.
في الوقت نفسه، يواصل الجانب الأميركي التأكيد أن إسرائيل تتحرك بشكل منفرد، فيما ترك نتنياهو الباب مفتوحاً لاحتمال تغيّر هذا الموقف.
وقال في تصريحات الجمعة: “أترك الموقف الأميركي للولايات المتحدة، ما الذي سيفعلونه الآن؟ هذا متروك للرئيس ترمب، لقد أوضح أن إيران يجب ألا تمتلك سلاحاً نووياً”.