انتقد مسؤول مصري، السبت، خلال لقائه وفداً أميركياً، «تعنت إسرائيل» في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وسط تصاعد عمليات الحرب المندلعة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ووصل وفد من مجلس الشيوخ الأميركي، السبت، إلى معبر رفح البري بالجانب المصري المتاخم للحدود مع قطاع غزة، وتفقد مخازن المساعدات، حسب ما نقلته قناة «القاهرة الإخبارية» الخاصة.
ضم الوفد الأميركي، السيناتور كريس فان هولن، عضو لجنة العلاقات الخارجية والاهتمامات، والسيناتور جيف ميركلي، عضو لجنة العلاقات الخارجية واللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية، وعدداً من مساعديهما، بالإضافة إلى أنا نيكولسكايا ونيكو فيلز، عضوي مفوضية الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، ووفد من السفارة الأميركية في القاهرة، حسب المصدر ذاته.
وتأتي هذه الزيارة في ظل «تعنت إسرائيلي مستمر يمنع دخول المساعدات، حيث تتكدس أكثر من 5 آلاف شاحنة مساعدات في المراكز اللوجيستية، ما يسفر عن تلف الأغذية والمستلزمات بسبب تأخير دخولها إلى غزة».
وشدد محافظ شمال سيناء، اللواء خالد مجاور، خلال لقاء الوفد أمام المعبر، على أن الجانب المصري من معبر رفح «لم يُغلق قط»، مؤكداً الجاهزية الكاملة لإدخال آلاف الشاحنات بمجرد إزالة المعوقات الإسرائيلية.
وقال مجاور: «أكثر من 5 آلاف شاحنة مساعدات في المراكز اللوجيستية تنتظر دخول قطاع غزة، والأغذية تتلف بسبب منع الاحتلال دخولها إلى غزة».
وأضاف المحافظ أن «مصر تسعى جاهدة لتحقيق حل الدولتين»، مؤكداً أن «التوترات الإقليمية الحالية تتطلب تحركاً دولياً جاداً لإيجاد حلول عادلة ودائمة تضمن الأمن والرخاء في المنطقة».
يشار إلى أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة في التفاقم، في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية؛ إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وتغلق سلطات الجيش الإسرائيلي منذ 2 مارس (آذار) الماضي جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، قبل أن تعلن عن هدن تكتيكية لإدخال المساعدات في يوليو (تموز) الماضي، وصفت أممياً بأنها «غير كافية»؛ وأعلن مرصد عالمي للجوع في 22 أغسطس (آب) الحالي أن مدينة غزة والمناطق المحيطة بها تعاني رسمياً من مجاعة من المرجح أن يتسع نطاقها وتوقع أن تمتد إلى دير البلح في وسط القطاع وخان يونس في الجنوب بنهاية الشهر المقبل، في أول إعلان من نوعه لهذا التصنيف.
وأعلنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، في حديث لـ«رويترز»، الخميس، أن مساعدات غذائية إضافية تصل إلى قطاع غزة، لكنها لا تزال غير كافية بالمرة لمنع انتشار المجاعة.
وقالت ماكين من القدس: «تدخل كميات إضافية من الغذاء. نسير في الاتجاه الصحيح… لكنها لا تكفي لفعل ما يتعين علينا فعله لضمان ألا يعاني السكان من سوء التغذية والتضور جوعاً».
وتأتي زيارة الوفد الأميركي، وسط تصعيد عسكري إسرائيلي، وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بمقتل 18 فلسطينيّاً بغارات إسرائيلية على مناطق مختلفة من قطاع غزة منذ فجر السبت، فيما قلّص الجيش الإسرائيلي من تدفق المساعدات إلى شمال القطاع، مع تكثيف عملياته لاحتلال مدينة غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مدينة غزة «منطقة قتال خطيرة»، من دون الدعوة إلى إخلائها. في وقت تهدّد إسرائيل بشنّ هجوم عسكري كبير على المدينة التي تعتبرها آخر معاقل حركة «حماس».
وندّدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، (السبت)، بخطط إسرائيل لإخلاء مدينة غزة من سكانها تمهيداً للسيطرة العسكرية عليها، مؤكدة أنه من المستحيل تنفيذ عملية إجلاء جماعية بصورة آمنة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وقالت سبولياريتش، في بيان: «من المستحيل تنفيذ إجلاء جماعي لـ(سكان) مدينة غزة بطريقة آمنة وكريمة في ظل الظروف الحالية»، واصفة خطط الإجلاء بأنها «ليست غير قابلة للتنفيذ فحسب، بل لا يمكن فهمها».