نصح المنتج التنفيذي في استوديو ألعاب إكس بوكس التابع لشركة مايكروسوفت، مات تيرنبول، على الموظفين الذين طالتهم موجة التسريحات الأخيرة، باللجوء إلى أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT للحصول على المشورة المهنية والدعم العاطفي.
وقال تيرنبول، في منشور أثار جدلاً واسعاً قبل أن يحذفه من منصة “لينكد إن”: “لا يمكن لأي أداة ذكاء اصطناعي أن تحلّ محل صوتك الشخصي أو تجاربك الحياتية، لكن في وقت تندر فيه الطاقة الذهنية، قد تساعدك هذه الأدوات على تجاوز التعثرات بشكل أسرع، وأكثر هدوءاً ووضوحاً”.
وأضاف أنه شعر بأنه “سيكون مقصّراً إن لم يحاول تقديم أفضل نصيحة ممكنة في ظل هذه الظروف”، مشيراً إلى أنه بدأ بتجربة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي القائمة على النماذج اللغوية الكبيرة، مثل ChatGPT وكوبايلوت، لتخفيف العبء النفسي والمعرفي الناتج عن فقدان الوظيفة.
وأوضح تيرنبول، أن هذه الأدوات يمكن أن تكون مفيدة لمن يشعرون بالإرهاق، من خلال تقديم المساعدة في إعداد السير الذاتية، والتخطيط المهني، والتقدّم إلى وظائف جديدة، مشدداً على أن “هذه أوقات عصيبة، وإذا كنت تواجه تسريحاً أو حتى تستعد له بصمت، فأنت لست وحدك، ولا داعي لتجاوز الأمر بمفردك”.
ورغم تزايد اعتماد الأفراد على ChatGPT كوسيلة منخفضة التكلفة للحصول على الدعم النفسي والنصائح، إلا أن خبراء حذروا من أخطار الاعتماد المفرط على هذه الأدوات، لا سيما في ظل محدودية دقتها.
وتشير قواعد استخدام ChatGPT إلى أن مخرجاته “ربما لا تكون دقيقة دائماً، ولا ينبغي الاعتماد عليها كمصدر وحيد للحقيقة أو للمعلومات، ولا كبديل عن الاستشارات المهنية”.
يأتي منشور تيرنبول في وقت يشهد فيه قطاع الألعاب في Microsoft موجة تسريحات هي الأوسع، خلال العام الجاري. إذ أعلنت الشركة عن فصل نحو 9100 موظف، أي ما يعادل 4% من إجمالي القوى العاملة لديها، بعد شهرين فقط من إعلانها تسريح أكثر من 6000 موظف، تلاها إلغاء 305 وظائف أخرى في مطلع يونيو الماضي.
وكان قسم إكس بوكس الأكثر تضرراً، إذ ألغت الشركة عدة مشروعات لألعاب جديدة، وأغلقت مكتبها في باكستان بعد 25 عاماً من العمل، بحسب تقرير نشره موقع TechRadar.
وتأتي هذه الإجراءات على الرغم من استثمارات مايكروسوفت الهائلة في الذكاء الاصطناعي، إذ كشفت عن خطط لضخ 80 مليار دولار، العام الجاري، في تطوير البنية التحتية المتعلقة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأظهرت بيانات موقع Layoffs.fyi أن عدد الموظفين الذين جرى تسريحهم في قطاع التكنولوجيا بلغ 62 ألف و114 موظفاً منذ بداية العام، في موجة شملت شركات كبرى وصغرى على حد سواء.