قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، قبيل قمة مرتقبة للحلف، الثلاثاء، إنه لا ينبغي لأعضاء التحالف الأوروبيين القلق إزاء التزام الولايات المتحدة تجاه الحلف.
وأضاف مارك روته خلال تجمع عام قبل الافتتاح الرسمي للقمة: “هناك التزام كامل تجاه حلف الناتو من الرئيس الأميركي دونالد ترمب والقيادة الأميركية العليا للحلف”.
وتابع: “مثل هذا الدعم يأتي بعد توقعات بزيادة إنفاق الدول الأوروبية وكندا على الدفاع”. ومن المتوقع أن يتفق زعماء دول الحلف في ختام اجتماعهم القصير على هدف جديد للإنفاق الدفاعي.
ويجتمع قادة التحالف العسكري في لاهاي، وسط شكوك بشأن استمرار دعم واشنطن للدفاع عن أوروبا، بعدما هدد ترمب بوقف حماية الحلفاء الذين لا يلتزمون بإنفاق 5% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع.
ويهدف الاجتماع الذي ينعقد على مدى يومين إلى إرسال إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن حلف الناتو متحد وعازم على تعزيز دفاعاته وردع أي هجوم من موسكو، رغم انتقادات ترمب السابقة للحلف العسكري، إذ اتهم الكرملين الحلف بالسعي لتعزيز قدراته العسكرية بشكل جامح، مع تصوير روسيا بأنها “شيطان”، حتى يبرر الزيادة الكبيرة في إنفاقه الدفاعي.
ومن المتوقع أن يكون البيان الختامي للقمة قصيراً ويركز على الاستجابة لدعوة ترمب لإنفاق 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، وهي قفزة كبيرة من الهدف الحالي البالغ 2%، إذ من المقرر أن يتحقق ذلك من خلال زيادة الاستثمار في الإنفاق العسكري وغيره من أوجه الإنفاق المتعلقة بالأمن.
أول مشاركة لترمب بولايته الثانية
وقال ترمب في منشور عبر منصة Truth Social: “سأتوجه إلى حلف الناتو، حيث ستكون، في أسوأ الأحوال، فترةً أهدأ بكثير مما مررت به مؤخراً مع إسرائيل وإيران… أتطلع إلى رؤية جميع أصدقائي الأوروبيين الأعزاء، وغيرهم. آمل أن يُنجز الكثير”.
وكان من المفترض أن يركز أول ظهور لترمب في حلف الناتو منذ عودته إلى البيت الأبيض، على كيفية حصول الولايات المتحدة على تعهد تاريخي بالإنفاق العسكري من دول أخرى في التحالف الدفاعي، ما أدى فعلياً إلى إخضاعه لإرادتها، بحسب ما أوردته “أسوشيتد برس”.
لكن ضرب الولايات المتحدة 3 منشآت تخصيب نووي في إيران، والتي تقول الإدارة إنها قوضت طموحات طهران النووية، بالإضافة إلى إعلان الرئيس المفاجئ عن توصل إسرائيل وإيران إلى وقف لإطلاق نار يتصدران المشهد.
ومن المؤكد أن التراجع الحاد في الأعمال العدائية قبل ساعات فقط من مغادرته لحضور القمة سيهيمن على مناقشات القمة في لاهاي.
وأصبحت دول الحلف معتادة على ما لا يمكن التنبؤ به عندما يتعلق الأمر بترمب، الذي لم يخف ازدرائه للتحالف، الذي تم إنشاؤه كحصن ضد التهديدات من الاتحاد السوفييتي السابق.
زيادة الإنفاق الدفاعي 5%
وستحضر السيناتور جين شاهين، أكبر ديمقراطية في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قمة الناتو هذا الأسبوع.
وقالت شاهين إنه “إذا فعل ترمب أي شيء لزرع الفرقة داخل التحالف، فسيصب ذلك في مصلحة الرئيس الصيني شي جين بينج”، الذي اتهمته دول الناتو بتمكين روسيا في غزوها لأوكرانيا.
وأضافت في مقابلة: “هذا لا يفيد أميركا، ولا يفيد أمننا القومي… ما يفعله ترمب هو منح النصر لخصومنا، ومن الصعب فهم أن تتصرف إدارة تدّعي قلقها البالغ إزاء التهديد (الصيني) بهذه الطريقة”.
وفي قمة لاهاي، سيسعى ترمب إلى الترويج، ونسب الفضل لنفسه، لتعهده بزيادة الإنفاق العسكري، الأمر الذي يتطلب من دول الناتو الأخرى الاستثمار في دفاعها على نطاق غير مسبوق.
ولعلّ أبرز ما يُذكر من ظهور ترمب الأول على منصة الناتو في قمة عام 2017، هو دفعه رئيس وزراء الجبل الأسود، دوسكو ماركوفيتش، بينما كان الرئيس الأميركي يتدافع نحو مقدمة قادة العالم خلال جولة في مقر الحلف.
وبدأ ترمب قمة عام 2018 بالتشكيك في قيمة التحالف العسكري القائم منذ عقود، واتهام أعضائه بعدم المساهمة بما يكفي من المال للدفاع، وهي مواضيع لا يزال يرددها منذ ذلك الحين.
وفي بروكسل، طرح ترمب هدفاً للإنفاق الدفاعي بنسبة 4% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، وهو رقم بدا مستحيلاً في ذلك الوقت.
وأعلن ترمب بشكل مكثف موقفه تجاه التحالفات العالمية خلال حملاته الرئاسية، وأشار كمرشح للرئاسة عام 2016، إلى أنه كرئيس لن يلتزم بالضرورة بضمانات الدفاع المتبادل للحلف المنصوص عليها في المادة الخامسة من معاهدة الناتو.
وخلال تجمع انتخابي عام 2024، روى ترمب محادثة مع زعيم آخر في الناتو، قال خلالها إنه “سيشجع روسيا على فعل ما يحلو لها تجاه الأعضاء الذين لا يحققون أهداف الإنفاق العسكري للحلف”.