قال مؤسس شركة “هواوي”، رين تشنج فاي، إن الولايات المتحدة بالغت في تحديد قدرات شركة صناعة الرقائق الصينية، مقللاً من أهمية تكنولوجيا شركته، وذلك وسط مفاوضات تجارية بين بكين وواشنطن تتضمن محادثات بشأن ضوابط التصدير.
وأضاف رين، في مقابلة مع صحيفة “الشعب اليومية” الصينية: “هناك العديد من الشركات في الصين التي تُصنّع الرقائق، والعديد منها يُحقق أداءً جيداً؛ وهواوي ليست سوى واحدة منها”.
وتطرق فاي خلال المقابلة إلى تحذير الولايات المتحدة من استخدام شريحة Ascend، وهي عائلة معالجات ذكاء اصطناعي طورتها “هواوي”
وتابع: “بالغت الولايات المتحدة في تقدير إنجازات هواوي، فالشركة ليست بتلك القوة بعد، وعلينا أن نعمل بجد لنرقى إلى مستوى تقييمهم، إذ لا تزال رقائقنا الفردية متأخرة عن الولايات المتحدة بجيل كامل”.
وأوضح رين أن نهج الشركة غير قائم على قانون مور (القانون الذي ابتكره جوردون مور أحد مؤسسي شركة إنتل عام 1965)، إذ نستخدم الحوسبة الجماعية لتعويض قيود الشريحة الفردية، والتي يُمكن أن تُحقق أيضاً نتائج عملية.
وشريحة Ascend تهدف لمنافسة الشركات الرائدة في تصنيع شرائح الذكاء الاصطناعي مثل “إنفيديا”، إذ صُممت هذه الشرائح لأداء مهام ذكاء اصطناعي متنوعة، بما في ذلك تدريب نماذج اللغات الكبيرة وتشغيل الاستدلال، خاصةً في الصين.
25 مليار دولار للأبحاث والتطوير
وحول الصعوبات الاقتصادية التي تواجه الصين، قال رين: “لم أفكر في الأمر، لا تُركزوا على الصعوبات، فقط بادروا وتقدّموا خطوة بخطوة”.
وأوضح أن الصعوبات كانت قائمة في مختلف العصور، مشيراً إلى تمتع الصين بفرص في مجال الرقائق منخفضة ومتوسطة المدى، حيث تعمل عشرات، بل مئات، من شركات الرقائق بجد.
وأضاف: “لا يُمكن خنق البرمجيات، فهي مبنية على رموز بيانية رياضية، وأكواد، ومشغلات وخوارزميات متقدمة، دون أي عوائق، وتكمن الصعوبات في تعليمنا وبناء كوادر بشرية مؤهلة”.
وأردف: “في المستقبل، ستمتلك الصين مئات أو آلاف أنظمة التشغيل، ما يدعم التقدم في الصناعة الصينية والزراعة والرعاية الصحية وغيرها”.
وقال مؤسس شركة “هواوي تكنولوجيز” إن الشركة “تستثمر 180 مليار يوان (25.06 مليار دولار) في أعمال البحث والتطوير سنوياً، منها حوالي 60 مليار يوان مخصصة للبحث النظري الأساسي، وهو غير خاضع لتقييم الأداء، كما يُستثمر حوالي 120 مليار يوان في بحث وتطوير المنتجات، وهو أمر يخضع للتقييم، موضحاً أن غياب الدعم النظري، لا يحقق اختراقات”.
وشدد رين على أهمية البحث النظري، خاصةً البحث النظري الأساسي، مشيراً إلى أنه يستغرق “أكثر من 5 إلى 10 سنوات؛ أو 20 عاماً.. إن لم ننخرط في البحث الأساسي، فكأننا بلا جذور”.
الصين.. مزايا متعددة
ولفت رين إلى أهمية “انفتاح الدولة”، قائلاً: “كلما زاد انفتاح الدولة زاد دفعها لتقدمنا.. وتحت قيادة الحزب (الشيوعي الصيني)، وبإدارة موحدة وسياسات واضحة، يُمكن تشكيل سوق وطنية موحدة تدريجياً وهذا سيكسر بالتأكيد جميع العراقيل ويُحقق نهضة اقتصادية كبرى”.
وعن رؤيته لآفاق تطوير الذكاء الاصطناعي، قال رين إن “الذكاء الاصطناعي قد يكون آخر ثورة تكنولوجية في المجتمع البشري، مع احتمال وجود اندماج نووي في مجال الطاقة”، مشيراً إلى أن تطوير الذكاء الاصطناعي سيستغرق عقوداً، لكن الصين تتمتع بالعديد من المزايا.
وأضاف: “يكمن الشرط التقني الحاسم للذكاء الاصطناعي في وجود مصدر طاقة كافٍ وشبكة معلومات متطورة، إذ يتطلب تطوير الذكاء الاصطناعي ضمانات طاقة قوية”.
واستشهد رين بالكاتب والسياسي الأميركي توماس فريدمان، الذي كتب مقالاً بعنوان: “رأيت المستقبل للتو. لم يكن في أميركا”، قائلاً إن الخوارزميات “ليست حكراً على خبراء تكنولوجيا المعلومات، بل على خبراء الطاقة والبنية التحتية والفحم والطب ومختلف الصناعات، فمن الناحية العملية، يتبنى قطاع التصنيع الصيني الذكاء الاصطناعي بسرعة كبيرة، ما سيؤدي إلى ظهور العديد من النماذج الصينية”.
يشار إلى أن التقدم الذي أحرزته “هواوي” الرائدة في مجال الشبكات والإلكترونيات، ومقرها شنتشن، يُبرز مرونة قطاع أشباه الموصلات الصيني في مواجهة جهود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لعرقلته، بما في ذلك حظر الوصول إلى بعض معدات تصنيع الرقائق الغربية.