إذا كان حفل فريق «كولدبلاي» في بوسطن، الأسبوع الماضي، قد أسفر عن استقالة رئيس مجلس إدارة إحدى أهم الشركات، بعد أن أظهرته الكاميرات برفقة عشيقته، فإنّ حفلاتٍ كثيرة لفنانين عالميين لم تكن أقلّ غرابةً، ولم تخلُ هي الأخرى من اللحظات المحرجة.
وفي حين حاول نجم الفريق البريطاني، كريس مارتن، أن يبدو لطيفاً مع ضحيتَي الحفل، فإنّ مغنّين آخرين فقدوا أعصابهم على المسرح. هذا ما حصل مثلاً مع كريس براون خلال حفل له في برلين عام 2023، عندما رمى بهاتف إحدى المعجبات وهي تحاول التقاط فيديو معه.
أما غضب مغنّي «أويسس (Oasis)»، ليام غلاغر، فقد انصبّ على شقيقه وشريكه في الفريق، نويل. حدث ذلك خلال حفلٍ للثنائي البريطاني الشهير عام 1994 في لوس أنجليس. أما السبب فكان توجيه نويل إهانات لشقيقه وللجمهور الأميركي، ما دفع بليام إلى رميه على رأسه بالدفّ الذي كان بين يدَيه.
تلك لم تكن المواجهة المباشرة الأولى بين الأخوين غلاغر، فمن المعروف عنهما علاقتهما العاصفة وشجاراتهما المتكررة، بحضور الجمهور وبغيابه على حدٍ سواء. وقد لعب ذلك دوراً محوَرياً في انفصال الفريق.
تعود إحدى أكثر اللحظات غرابةً إلى عام 1982، يوم رمى أحد الحاضرين في حفلٍ لأوزي أوزبورن في الولايات المتحدة الأميركية، المغنّي بوطواط. ظناً منه بأن الطير دمية مطاطية، التقطها المغنّي الراحل وقضم الرأس. ما إن امتلأ فمه بالدم، حتى أدرك فظاعة ما ارتكب، خصوصاً أنّ الوطاويط تحمل الكثير من الفيروسات.
تسببت تلك الحادثة بسخطٍ عالمي كبير ضد أوزبورن، مع العلم بأنّ الفنان الأميركي المثير للجدل كان قد اعتاد على رشق جمهوره بقطع من اللحم خلال حفلاته، وهم كانوا يبادلونه برمي الأفاعي والجرذان على المسرح.
وإذا كان أوزبورن قد نجا من دم الوطواط، فإن المغنية الأميركية «بينك» كادت تتعرّض لكسور خلال حفلٍ لها في ألمانيا عام 2010؛ ففي حركة استعراضية، كان من المفترض أن تتعلّق ضمنها بالحبال، خرجت الحبال عن مسارها، ورمت ببينك من على خشبة المسرح.
من حسن حظ المغنية أن الإصابة اقتصرت على رضوض، كما كان عليها أن توقف الحفل بسبب الآلام المبرحة التي تعرضت لها.
تتصدّر الانزلاقات والسقطات على المسرح قائمة المواقف المحرجة التي يتعرض لها الفنانون خلال حفلاتهم. منهم مَن يتلقّف اللحظة ويتابع الغناء وكأنّ شيئاً لم يكن، ومنهم مَن لا يحالفه الحظ.
متسلّحةً بخبرتها الاستعراضية الصلبة، وقفت مادونا على قدمَيها وتابعت الرقص والغناء بعد سقطةٍ تدحرجت خلالها على السلالم. ففي عرضها، خلال حفل توزيع جوائز الموسيقى البريطانية (Brit Awards) عام 2015، كانت الفنانة العالمية تلتحف رداءً طويلاً وواسعاً. تعثّر به أحد الراقصين، فسحبها من أعلى السلالم إلى أسفلها مباشرةً على المسرح، لتقوم مادونا بلمح البصر وتتابع أداءها.
أما أكثر الفنانات عرضةً للحوادث على المسرح، فهي بيونسيه. لكنها، وكما إحدى أبرز ملهماتها (مادونا)، تقف على رجلَيها وتتابع العرض. ولعلّ أصعب سقطة تعرضت لها خلال حفل كانت في فلوريدا عام 2007، حيث انزلقت على السلالم لتقع على وجهها أرضاً.
يحدث أن تتعرض بيونسيه كذلك لنوع آخر من الحوادث؛ كأن يعلق شعرها بمروحة على المسرح، وألّا تستطيع التحرُّر منها سوى بعد تدخّل فريقها. ورغم تلك الحادثة التي سُجّلت عام 2013 خلال حفل في كندا، فإنّ المغنية الأميركية واصلت الغناء بثقة، وهي مازحت الجمهور لاحقاً حول ما جرى.
آخر حادثة سُجّلت مع بيونسيه وقعت قبل أسابيع ضمن جولتها العالمية. كانت المحطة في هيوستن الأميركية، وقد أطلّت النجمة على جمهورها على متن سيارة حمراء معلّقة بحبالٍ بين سقف المسرح وأرضه. لكن فجأةً بدأت السيارة تميل في اتجاه واحد، فما كان من بيونسيه سوى أن تمسّكت بأحد الأعمدة المثبتة عليها متوجّهةً إلى الفريق التقني بالقول: «أوقفوها. أوقفوا السيارة». وقد انتهى المشهد الذي حبس أنفاس الجمهور وبيونسيه، بأن جرى إنزال السيارة ببطء وإخراج الفنانة منها بلا أي أضرار جسدية.
موقفٌ مشابه تعرضت له كيتي بيري قبل أيام خلال حفلٍ لها في سان فرانسيسكو. كانت المغنية الأميركية تحلّق فوق الجمهور وهي جالسة داخل ما يشبه فراشة ضخمة، عندما هبطت الفراشة بشكلٍ مفاجئ باتّجاه الحضور، قبل أن تتوقف بسبب عطل ميكانيكي واضح. بدا وكأنّ الآلة تفقد توازنها؛ ما تسبب بموجة ذعرٍ أصابت الحشد والفنانة التي توقفت عن الغناء.
من بين المواقف المحرجة التي يتعرّض لها الفنانون خلال حفلاتهم، تَمزّق مفاجئ في ملابسهم، على غرار ما حصل مرةً مع جنيفر لوبيز. ومنهم مَن يصاب كذلك بإعياءٍ؛ كأن يتقيّأ على المسرح، مثلما حصل مع كلٍ من جاستن بيبر وليدي غاغا.
أما إحدى اللحظات الأكثر إثارةً للصدمة، بالنسبة إلى الجمهور، فكانت عام 2023، خلال افتتاح الجولة العالمية للنجمة الأميركية تايلور سويفت. فاجأت سويفت جمهورها الحاضر في أريزونا تلك الليلة، برمي بنفسها داخل ما بدا أنها فتحة في أرض المسرح، لتظهر بعد ثوانٍ وهي تسبح في مياه تحت الخشبة.
لا تبخل سويفت باللحظات الاستثنائية على روّاد حفلاتها، إلا أنّ تلك شكّلت كبرى مفاجآتها على الإطلاق.