بعد فشل المحادثات مع أفغانستان… وزير الدفاع الباكستاني يتعهد بالرد على «أي هجوم إرهابي»
بعد ساعات من فشل محادثات جرت بين باكستان وأفغانستان في العاصمة التركية إسطنبول، أصدر وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف، الأربعاء، تحذيراً حاد اللهجة لنظام «طالبان»، قائلاً إن بلاده لن تتسامح مع «أي هجوم إرهابي» عبر الحدود، ولا مع أي «خيانة أو استهزاء».
وفي تصعيد لحدة الخطاب بعد انهيار المحادثات الرامية إلى تحقيق سلام دائم بين دول جنوب آسيا، هدد آصف «بمحو» حركة «طالبان»، وكتب على منصة «إكس»: «لقد تحملنا خيانتكم واستهزاءكم طويلاً، لكن ذلك لن يحدث بعد الآن. وأي هجوم إرهابي أو أي تفجير انتحاري داخل باكستان سيذيقكم مرارة تلك المغامرات».
واتهم آصف أيضاً كابل بـ«دفع أفغانستان دفعاً أعمى إلى صراع آخر»، للحفاظ على ما وصفه بـ«حكمها المغتصب واقتصاد الحرب».
وأضاف: «أؤكد لهم أن باكستان ليست بحاجة إلى استخدام حتى جزء بسيط من ترسانتها الكاملة للقضاء تماماً على نظام (طالبان) ودفعهم إلى الكهوف للاختباء».
اتهامات متبادلة
وكان وزير الإعلام الباكستاني عطا الله ترار قد أعلن في وقت مبكر، الأربعاء، أن المحادثات التي تهدف إلى هدنة طويلة الأمد بين البلدين اختُتمت في إسطنبول دون التوصل إلى «حل عملي»، في ضربة لجهود السلام بالمنطقة بعد اشتباكات دامية بين الطرفين في وقت سابق هذا الشهر.
وبعدها جاء الرد الباكستاني الغاضب على فشل المحادثات التي قالت مصادر إنها انتهت بخلاف حول مزاعم استخدام الجماعات المتشددة لأفغانستان قاعدة لمهاجمة قواتها الأمنية على الحدود.
وقُتل عشرات هذا الشهر على طول الحدود بين البلدين في أسوأ أعمال عنف منذ تولي «طالبان» السلطة في كابل عام 2021.
وقالت مصادر أفغانية وباكستانية مطلعة إن البلدين اتفقا على وقف لإطلاق النار تم التوصل إليه في العاصمة القطرية الدوحة في 19 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وفقاً لوكالة «رويترز»، لكنهما لم يتمكنا من إيجاد أرضية مشتركة في جولة ثانية من المحادثات التي توسطت فيها تركيا وقطر في إسطنبول.
وحمَّل كل طرف الآخر مسؤولية فشل المحادثات.

وقال وزير الإعلام الباكستاني: «الجانب الأفغاني ظل يحيد عن القضية الرئيسية… التي بدأت عملية الحوار على أساسها»، واتهم كابل بـ«الانخراط في المراوغة والحيل… ولعبة تحميل الطرف الآخر المسؤولية».
وتابع في بيان قائلاً: «وبالتالي لم يُفض الحوار إلى أي حل عملي».
إغلاق المعابر
وأغلقت الدولتان جميع المعابر الرئيسية، ما أدى إلى تقطع السبل بمئات الشاحنات التي تحمل السلع واللاجئين على الجانبين.
وفي منشوره على منصة «إكس»، قال وزير الدفاع الباكستاني إن بلاده شاركت في محادثات «بناء على طلب من الدول الشقيقة» في مسعى لإعطاء السلام فرصة، لكن «تصريحات سامة» أدلى بها بعض المسؤولين الأفغان «تعكس بوضوح العقلية المخادعة والمنقسمة لنظام (طالبان)»، بحسب صحيفة «ذا نيوز» الباكستانية.
وتتهم باكستان حركة «طالبان» بإيواء مسلحين مرتبطين بتصاعد الهجمات ضدها، بينما تنفي أفغانستان استخدام أراضيها لشن هجمات عليها.
لكن على الرغم من فشل المحادثات، ما زال وقف إطلاق النار قائماً بين البلدين، ولم ترد أنباء عن اشتباكات جديدة على طول الحدود بينهما.

