أثار البرازيلي رينان لودي، مدافع فريق الهلال الأول لكرة القدم، جدلًا قانونيًّا حين أرسل خطابًا عبر وكيله القانوني إلى إدارة النادي الأزرق، يعلن فيه فسخ عقده من طرف واحد، على الرغم من استمراره حتى يونيو 2027.
لكن القصة لا تبدأ ولا تنتهي مع لودي، فهي حكاية تتكرر، حيث يصطدم اللاعبون مع أنديتهم في معارك قانونية تنتهي أحيانًا بالمصالحة، وأحيانًا أخرى بالخسارة.
لم يتردد الهلال في الرد، معلنًا استعداده لاتخاذ كل الخطوات النظامية لحماية حقوقه.
لودي، تألق الموسم الماضي في 42 مباراة، سجَّل خلالها 4 أهداف وقدَّم 10 تمريرات حاسمة، قرَّر قطع علاقته بالنادي فجأة.
والتاريخ يقدم أمثلة مشابهة تروي قصصًا للاعبين اختاروا طريق الفسخ المنفرد.
الروماني كونستانتين بوديسكو، لاعب الشباب سابقًا، غادر معسكر فريقه في صيف 2019 دون إذن، عاد إلى رومانيا وطالب بفسخ عقده بدعوى تهميشه.
أرسل رسالة بريد إلكتروني للنادي معلنًا الفسخ، فردَّ الشباب برفع دعوى لدى «فيفا»، وحصل على حكم بتغريم اللاعب وناديه أسترا الروماني 723 ألف دولار.
في عام 2019، وقف التونسي حمدي النقاز، لاعب الزمالك المصري، على مفترق طرق مشابه. مستحقات مالية متأخرة دفعته لإعلان فسخ عقده من طرف واحد، ثم رفع شكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».
في البداية، أصدرت لجنة فض المنازعات حكمًا لصالحه، ملزمة الزمالك بدفع مليون و250 ألف دولار، مع منعه من تسجيل لاعبين جدد. لكن الزمالك لم يستسلم، فقد طعن في القرار أمام المحكمة الرياضية الدولية «CAS»، التي ألغت الحكم بعد تسوية ودية أعادت النقاز إلى النادي. إلا السلام لم يدم، إذ عاد الخلاف بسبب إخلال النقاز بشروط التسوية، ليحصل الزمالك في أغسطس 2024 على حكم بغرامة 160 ألف دولار ضد اللاعب.
خمسة أعوام من الصراع القانوني، لكنها ليست القصة الوحيدة. قبل النقاز، كان الغاني جونيور أجوجو قد سلك الطريق نفسه مع الزمالك.
بعد موسم واحد، فسخ عقده بحجة تأخر مستحقاته، وحصل على حكم من المحكمة الرياضية يدعم قراره ويمنحه تعويضًا ماليًّا. «فيفا»، في معظم الحالات، يميل إلى دعم اللاعبين عندما يتعلق الأمر بالمستحقات المالية، لكن الأمور تصبح أكثر تعقيدًا عندما تكون الأسباب رياضية.
في حالة «السبب الرياضي الوجيه»، كما يُطلق عليه، يحق للاعب فسخ عقده إذا شارك في أقل من 10 في المئة من مباريات فريقه الرسمية خلال موسم كامل، حفاظًا على مسيرته من «التجميد»، لكن إثبات هذا السبب ليس بالأمر السهل، إذ غالبًا ما يُصنف كقرار فني من المدرب.
في أذربيجان، عاش كامارن جولييف تجربة مشابهة مع نادي سومجايت في موسم 2024ـ2025. قلة مشاركاته دفعته لفسخ عقده، لكن النادي وافق في النهاية على فسخ ودي، ما سمح له بالانتقال إلى فريق آخر مجانًا.
وفي النرويج، عام 2013، قرَّر الكوستاريكي هاينر مورا فسخ عقده مع نادي هونيفس بسبب قلة اللعب وعدم تسلم رواتبه.
حصل على حكم بفسخ العقد، مدعومًا بالأسباب المالية أكثر من الرياضية، ليواصل مسيرته مع فريق بيلين في كوستاريكا عام 2014.
أما في برشلونة، فقد شهدنا أخيرًا قصة الإسباني أوريول روميو، الذي خرج من حسابات المدرب هانزي فليك. بدلًا من الدخول في معركة قانونية، توصل النادي واللاعب إلى اتفاق ودي يسمح له بفسخ العقد مقابل جزء من مستحقاته، مع حرية الانتقال إلى فريق آخر.