في لقاء خاص مع “الشرق” على هامش المؤتمر الصحفي الذي عُقد في جدة، كشف فريق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن تفاصيل الدورة الخامسة التي تنطلق الشهر المقبل، تحت شعار “في حب السينما”، بمشاركة واسعة من أفلام عربية وعالمية، مؤكدين أن هذه الدورة تمثل مرحلة نضج وتوسع عالمي للمهرجان الذي بات يحتل موقعاً مهماً على خارطة المهرجانات الدولية.
وقال فيصل بالطيور، الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، لـ”الشرق”: “نحن فخورون بما وصل إليه المهرجان خلال خمس سنوات فقط، الدورة الخامسة تمثل محطة نضج حقيقية وانطلاقة جديدة نحو العالمية، بفضل المبادرات التي أطلقتها المؤسسة مثل صندوق دعم البحر الأحمر، ومعمل البحر الأحمر، وسوق البحر الأحمر، التي تسهم جميعها في بناء صناعة سينمائية مستدامة في المملكة.”
وأضاف بالطيور: “نعلن هذا العام عن مسابقة جديدة للمواهب الصاعدة تحت اسم “أصوات الغد” Voices Of Tomorrow، مخصصة للفئة العمرية بين 10 و16 سنة. تلقينا مشاركات من مختلف مناطق المملكة، من نجران إلى الشرقية ومكة والمدينة والرياض وجدة، وكانت جودة الأفلام مدهشة في أفكارها وتنفيذها، إذ تناولت قضايا قريبة من الشباب مثل الصداقة والعائلة والوطن”.
وأشار إلى أن الدورة الخامسة ستعرض أكثر من 100 فيلم من أكثر من 60 دولة، مع تركيز خاص على السينما السعودية والعربية، مؤكداً أن الهدف هو “تقديم تجربة مختلفة للجمهور السعودي، سواء في نوعية الأفلام، أو في اللقاءات والفعاليات المصاحبة”.
من جانبه، قال أنطوان خليفة، مدير البرمجة العربية، لـ”الشرق”: “لدينا هذا العام حضور عربي قوي يشمل أفلامًا من ثماني دول عربية من بينها السعودية، العراق، الأردن، لبنان، وفلسطين، السينما الفلسطينية تحضر بقوة هذا العام من خلال أعمال لمخرجين بارزين مثل شيرين دعيبس وكوثر بن هنية، تعالج الذاكرة والهوية الفلسطينية بعمق إنساني كبير”.
وأضاف خليفة: “اختيار الأفلام يبدأ منذ شهر فبراير عبر لجنة مشاهدة متخصصة تتابع أكثر من مئة فيلم عربي سنوياً، لاختيار الأعمال التي تجمع بين جودة الإخراج والكتابة والجانب البصري المتميز. كما نركز على دعم المواهب السعودية الشابة التي تقدم رؤى جديدة عن المجتمع والهوية”.
وكشف أن قسم “الروائع العربية” يضم أفلاماً جماهيرية ذات حس جمالي مثل “مسألة حياة أو موت” الذي تدور أحداثه في جدة، إلى جانب أعمال سعودية لافتة مثل “هجرة”، وأخرى مصرية منها “المستعمرة” و”كولونيا”.
وختم بقوله: “مهرجان البحر الأحمر مهرجان جمهوره، ونتطلع إلى مشاركة كبيرة من الجمهور في جدة ومكة والمدينة والطائف والرياض، لأن المهرجان صُمم ليكون نافذة للجميع على العالم العربي والعالم”.
أما شيفاني بانديا، المديرة العامة لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، فقالت لـ”الشرق”: “نقدم في الدورة الخامسة 113 فيلماً من 60 دولة، تتوزع على أقسام متعددة تشمل المسابقة الرسمية والعروض العالمية والعربية المميزة، إضافة إلى عروض جالا وبرامج الأطفال واليافعين. هذا التنوع يعكس حجم المشاركة الدولية والإقبال على المهرجان”.
وأضافت بانديا: “تلقينا أكثر من 1500 فيلم هذا العام، واختار منها فريق البرمجة بقيادة أنطوان خليفة وفين هاليغان مجموعة تمثل تنوعًا ثقافيًا وإنسانياً واسعاً، كما تشارك هذا العام 37 مخرجة من مختلف دول العالم، في تأكيد على التزام المهرجان بدعم وتمكين المرأة في صناعة السينما”.
وأشارت إلى أن المؤسسة دعمت حتى الآن أكثر من 430 امرأة في مجالات الإنتاج والإخراج والكتابة، مؤكدة أن “الدعم النسائي جزء أساسي من رؤية المهرجان منذ تأسيسه”، كما كشفت أن الدورة الجديدة تتضمن 10 أفلام تمثل بلدانها في سباق الأوسكار، إضافة إلى تنظيم ورش عمل وجلسات ماستر كلاس تجمع المواهب السعودية والعالمية لتبادل الخبرات.
وختمت بانديا حديثها بالقول: “مهرجان البحر الأحمر هو احتفاء بالسينما وقصصها. نريد أن يعيش الجمهور التجربة الكاملة على الشاشة الكبيرة، وأن تكون جدة خلال أيام المهرجان مدينة تنبض بالسينما والإبداع والحوار الثقافي”.

