دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون، الولايات المتحدة الأميركية إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي تحتلها في الجنوب، ليتمكن الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية، وذلك خلال استقباله قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي، الأميرال براد كوبر، الذي وصل إلى بيروت السبت، تمهيداً للاجتماع بلجنة الإشراف على وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، الأحد.
وأفادت الرئاسة اللبنانية بأن الأميرال كوبر نوّه «بالعمل المميز الذي يقوم به الجيش اللبناني المنتشر في الجنوب وفي الأراضي اللبنانية كافة»، مؤكداً استمرار الولايات المتحدة الأميركية في تقديم المساعدات اللازمة في مختلف المجالات، لا سيما دعم الجيش بالعتاد والتدريب، بالتنسيق بين الإدارة الأميركية والكونغرس. وأشار إلى أن لجنة «Mechanism» ستعقد اجتماعاً، الأحد، للبحث في الوضع القائم بالجنوب والعمل على تثبيت الاستقرار فيه من خلال استكمال تنفيذ مضمون اتفاق نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
الرئيس عون خلال لقائه قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الأميرال براد كوبر، دعا الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية، وإلى تفعيل عمل لجنة Mechanism لتنفيذ بنود اتفاق وقف الأعمال العدائية.- الرئيس عون شدّد على أهمية استمرار الدعم الأميركي… pic.twitter.com/zNEXm5QpPe
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) September 6, 2025
تفعيل لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار
وطالب عون، كوبر، بتفعيل عمل لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (MECHANISM) لتأمين تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في شهر نوفمبر الماضي لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والانسحاب من التلال والأراضي التي تحتلها، وإعادة الأسرى بحيث يتم تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، خصوصاً أن هذه الخطوات تساعد في تنفيذ القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية لجهة حصرية السلاح في أيدي القوات المسلحة اللبنانية، لا سيما أن مجلس الوزراء رحب، الجمعة، بالخطة العسكرية التي وضعتها قيادة الجيش لهذه الغاية، حسبما أفادت الرئاسة اللبنانية.
ولفت عون، خلال الاجتماع الذي حضره أيضاً رئيس اللجنة، الجنرال مايكل ليني، إلى أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب، «من شأنه أن يعرقل استكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود، بعدما أنجز الجيش التمركز في أكثر من 85 في المائة من المنطقة الواقعة جنوب الليطاني، ويواصل عمله في منع المظاهر المسلحة ومصادرة الأسلحة والذخائر في ظروف جغرافية وعملياتية صعبة، ما أدى حتى الآن إلى استشهاد 12 ضابطاً وعسكرياً خلال نقل الذخائر أو تفكيك الألغام وغيرها».
ولفت عون إلى أن الجيش «بدأ في تسلّم السلاح الفلسطيني من عدد من المخيمات الفلسطينية بموجب الاتفاق الذي تم خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان».
دعم الجيش
ووفقاً لبيان الرئاسة، «أكد الرئيس عون للأميرال كوبر أهمية استمرار الولايات المتحدة الأميركية في دعم الجيش اللبناني وتوفير التجهيزات والآليات اللازمة له، لتمكينه من القيام بالمهام الموكلة إليه على طول الأراضي اللبنانية، سواء في حفظ الأمن أو منع التهريب والأعمال الإرهابية وضبط الحدود اللبنانية-السورية وغيرها من المهام التي يقوم بها العسكريون الذين يعملون في ظروف اقتصادية صعبة».
وفيما أشار عون إلى التنسيق القائم بين الجيش والقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، شدد على أن «الدعم الأميركي للجيش يعزز الاستقرار في البلاد التي شهدت خلال الأشهر الماضية تقدماً إيجابياً في مختلف المجالات، ما أدى إلى تطور اقتصادي يواكب الإصلاحات التي بدأتها الحكومة، بالتوازي أيضاً مع أهمية العمل لإعادة إعمار لبنان، لا سيما أن دولاً صديقة وأخرى شقيقة تبدي استعداداً فعلياً للمساهمة في هذه الخطوة بعد توقف الأعمال العدائية وعودة الاستقرار إلى البلاد».