ويتعلق الأمر بتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الدول التي تشتري النفط الروسي، حيث هدد الرئيس الأمريكي باتخاذ هذه الخطوة إذا لم يتم إحراز أي تقدم في التسوية الأوكرانية خلال الأيام المقبلة.
وجاء في تقرير القناة: “ولكن إذا ظل السلام في أوكرانيا بعيد المنال في المدى القريب، وإذا شرع ترامب في تنفيذ خطته، فإن مطرقة جديدة ستسقط على الاقتصاد الأمريكي نفسه في شكل ارتفاع أسعار المستهلكين، وانخفاض أرباح الشركات الأمريكية، وربما ارتفاع أسعار النفط”.
فقد رأى كلايتون سيغل، كبير الباحثين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي إس آي إس – المنظمة غير المرغوب فيها في روسيا)، أن زيادة الرسوم على الدول المشترية للنفط الروسي قد تُسرع التضخم في الولايات المتحدة.
وتشير القناة إلى أن تهديدات ترامب بالعقوبات الثانوية تستهدف بشكل رئيسي الصين والهند، اللتين أصبحتا المشتريين الرئيسيين للنفط الروسي في السنوات الأخيرة.
من جانبه، قال المحلل في “يو بي إس لإدارة الثروات” جيوفاني ستاونوفو إن زيادة الرسوم على الصين – التي تبلغ حاليا 30% – ستؤثر على أسعار سلع مهمة مثل أجهزة شركة آبل، مما سيثير استياء المستهلكين.
وفي هذا الصدد، قد تشكك بكين في قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على الرسوم الجمركية المرتفعة لفترة طويلة، وبالتالي ستتوقع أن الرئيس الأمريكي سيلغيها قريبا حتى إذا تم فرضها، وفقا للخبير. كما أشار إلى أن روسيا ذات أهمية بالغة لسوق النفط العالمي، وسيكون من الصعب تعويض كميات النفط التي توردها.
وفي ضوء هذه الأسباب، يرى الخبراء الذين استطلعت آراءهم القناة أنه حتى إذا فرض ترامب عقوبات ثانوية على مستوردي النفط الروسي، فلن تكون مرتفعة كما أعلن عنه الرئيس الأمريكي. ويعتقد سيغل أنه بدلا من تعريفة جمركية بنسبة 100%، قد يتم تحديد معدل يتراوح بين 10-30%، لأن رسوما بهذا الحجم سيكون لها تأثير أكبر على تلك الدول. وقال: “قد ينظر إلى الأرقام المرتفعة للغاية هذه على أن ترامب يهذي أو يخادع، لأنها ستلحق الضرر (بالولايات المتحدة) كما بالدول الأخرى”.
المصدر: سي إن إن