افتتحت هيئة المتاحف السعودية، معرض “سَيفَين ونخلة: أرشيف الشعار السعودي” في متحف قصر المصمك في الرياض، للتعريف بمسيرة الشعار الوطني السعودي منذ عام 1932 وحتى اليوم، في رحلة بصرية تروي قصة الهوية السعودية عبر أكثر من 200 وثيقة وقطعة أصيلة.
وقالت الهيئة: “إن اختيار متحف قصر المصمك لاستضافة المعرض، جاء انطلاقاً مما يحمله القصر من رمزية استثنائية في التاريخ السعودي، إذ ارتبط اسمه بواقعة استرداد الرياض عام 1902، على يد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، وتحوّل في العقود الأخيرة، إلى متحف وطني يستقبل الزوّار من داخل المملكة وخارجها، ويعرض عبر قاعاته ومقتنياته سيرة تأسيس الدولة السعودية الحديثة”.
يقدم معرض “سَيفَين ونخلة” قراءة متعمّقة للشعار الوطني، ليس بوصفه مجرد عنصر بصري يزيّن الوثائق الرسمية، بل كرمز يعكس دلالات الهوية الوطنية والإرث الثقافي السعودي.
ويقدّم المعرض مجموعة مختارة من الوثائق الأصلية والقطع الأرشيفية النادرة، إلى جانب أعمال فنية وتصميمية، تُظهر التحوّلات التي مرّ بها الشعار عبر العقود.
بُعد تاريخي ومعنوي
وأوضح القيّم الفني محمد الرويس، “أن المعرض يوثّق تطوّر شعار المملكة من عهد الملك عبد العزيز حتى اليوم، ويحتوي على أكثر من 200 قطعة أثرية من أصل 3 آلاف قطعة، موزّعة على 4 صالات رئيسية، تعرض الشعار بأشكال مختلفة، إلى جانب صور ولوحات وقطع نادرة، توضح تفاصيله، فيما تركز الصالة الثانية والثالثة على تطوّر الشعار من حيث التصميم والرسم، بينما تحتوي الصالة الأخيرة على فيديو أرشيفي يوثق مراحل تطوّره”.
وأشار إلى أن المعرض “يسير وفق تسلسل زمني دقيق، كما تمّ التركيز بشكل خاص على فترة الملك خالد، التي كانت غنيّة بالقطع النادرة”، لافتاً إلى أبرز القطع المعروضة، وهي قطعة من عهد الملك عبد العزيز يحمل شعار السيفين والنخلة وتاريخ الإصدار، كذلك جواز سفر يعود إلى ما قبل توحيد المملكة.
دلالة رمزية
من جهته قال القي~م الفني على المعرض، عبد الله الكناني: “إن المعرض يحمل دلالة رمزية عميقة، فالمكان ذاته مرتبط ببداية توحيد المملكة، كما أن الشعار الوطني هو انعكاس لهوية المملكة منذ تأسيسها، وهذا التلاقي أضفى على المعرض بعداً تاريخياً ومعنوياً كبيراً”.
وأشار إلى أن المعرض “يحتوي على مراسلات دبلوماسية، وكتب، ومناهج، وأواني، وطوابع، وغيرها، تعكس حضور الشعار الوطني في الكثير من جوانب الحياة اليومية، من التعليم إلى النقل الجوي.
أضاف: “جمعنا هذه القطع من مصادر متعددة، بعضها أهدي إلينا، وبعضها تمّ شراؤه من دول مختلفة مثل مصر، والولايات المتحدة، وبريطانيا، واليابان، في محاولة لتقديم سرد بصري عالمي يحكي قصة المملكة وعلاقتها بالعالم، من خلال هذا الرمز الوطني”.
تجربة موسعة
يقدّم المعرض أيضاً عروضاً بصرية تفاعلية، تتيح للزوار تأمّل تطوّر الشعار الوطني ورصد جمالياته، بما يعكس قدرته على التكيّف مع التحوّلات الاجتماعية والثقافية.
كما يتضمن البرنامج ورشاً وفعاليات لمختلف الفئات العمرية، تسعى إلى ربط الأجيال بتاريخ بلادهم، وتعريفهم بقيمة الرمز الوطني ومكانته في الذاكرة السعودية.
يذكر أن المعرض يأتي ضمن جهود هيئة المتاحف لحفظ الإرث الثقافي، وتعزيز الوعي العام بأهمية الهوية الوطنية، وهو يواكب مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى إبراز الموروث الوطني وتعزيز دوره في الحاضر والمستقبل، عبر تحويل المواقع التاريخية إلى فضاءات ثقافية نابضة، تستقطب الزوّار وتثري تجربتهم المعرفية.