حذّر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الأربعاء، مما وصفه بـ”تدخلات خارجية تدفع نحو حرب أهلية” في بلاده، فيما اعتبر نظيره التركي هاكان فيدان، أن إسرائيل تهدف إلى “إضعاف الدولة السورية”، و”إثارة الفوضى” في البلاد.
ووصف الشيباني، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة، اشتباكات محافظة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، جنوب سوريا، بأنها “مفتعلة من قبل إسرائيل لبث الفتنة الطائفية في هذه المنطقة”، مشدداً على أن الدولة السورية “مسؤولة عن حماية جميع السكان في السويداء”.
وتابع: “نحن على تواصل مباشر مع مشايخ العقل (الدروز)، وندعو لدعم مسار تصالحي يؤمّن السلم المجتمعي، ويحافظ على رمز السويداء كبعد تاريخي ووطني”، مؤكداً أن “الطائفة الدرزية جزء حقيقي من المجتمع السوري، ولا نقبل أن يتم تهميشهم أو إقصاؤهم في أي عملية ابتزاز أو استغلال”.
ودعا الوزير السوري من وصفهم بـ”العقلاء في الطائفة الدرزية” إلى “تغليب لغة العقل، وإفساح المجال أمام الدولة للقيام بدورها”، لافتاً إلى أن “الأمور المتعلقة بالمحاسبة مسؤولية الدولة”. وأعرب عن التزام دمشق بـ”محاسبة جميع المتورطين في انتهاكات السويداء”، في إشارة إلى مقاطع فيديو سجّلت اعتداءات لعناصر الأمن السورية ضد عدد من سكان المحافظة.
وحذّر الشيباني من “دعم الفوضى في سوريا”، مشدداً على أن دمشق “تمد يدها لكل شراكة تحترم وحدنا وسلامة أراضينا”، معتبراً أن “سوريا بدأت طريق التعافي بخطوات عملية ومتوازنة”.
ودخلت محافظة السويداء إلى دائرة من الأحداث المتصاعدة في يوليو الماضي، وصلت إلى نزاع مسلح بين الجيش السوري ومجموعات وصفتها الحكومة بالخارجة على القانون، مصحوبة بتدخل إسرائيلي عبر قصف جوي وصل إلى عمق العاصمة دمشق، قبل أن تصل الأطراف إلى إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار.
تركيا تشدد على دعم دمشق
بدوره، قال وزير الخارجية التركي، خلال المؤتمر الصحافي، إن “هناك أطرافاً لا تريد الاستقرار” لسوريا، مشدداً على أن إسرائيل “تسعى لإضعاف سوريا وزعزعة استقرارها وإثارة الفوضى فيها”.
وقال فيدان، في تصريحات أوردتها وكالة “الأناضول” التركية، إن “إسرائيل هي أحد أكبر الأطراف الفاعلة في الصورة المظلمة التي كشفت عنها أحداث السويداء”، معتبراً أن “سوريا الجديدة يجب أن تكون بلداً يصان ويتعايش فيه جميع المكونات والمعتقدات والثقافات”.
وأكد وزير الخارجية التركي، أن “التدخلات الخارجية السلبية تعرقل مسار الاستقرار في سوريا”، لافتاً إلى أن “دمشق لا تزال تواجه صعوبات وتحديات”، مشدداً على التزام تركيا بـ”المساعدة لتجاوزها”.
وأعرب فيدان، عن دعم أنقرة لـ”حل الأزمة في السويداء بسلام”، مؤكداً أن “الحكومة السورية تريد أن يعيش جميع السوريين في أمان”.
وفي وقت سابق، الأربعاء، التقى فيدان الوفد السوري في مقر الخارجية التركية في أنقرة، والذي ضم الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة ومدير المخابرات حسين السلامة.
مجموعة عمل ثلاثية بشأن السويداء
واستضاف الأردن، الثلاثاء، اجتماعاً ثلاثياً ضم أيضاً سوريا والولايات المتحدة، بحثوا خلاله تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء.
وعقب اجتماع وزيري خارجية الأردن أيمن الصفدي وسوريا أسعد الشيباني، والمبعوث الأميركي توماس باراك، أعلنت الدول الثلاث في بيان مشترك، الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل ثلاثية لدعم الحكومة السورية في جهودها الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء.
ورحبت عمّان وواشنطن بخطوات دمشق بـ”إجراء التحقيقات الكاملة ومحاسبة كافة مرتكبي الجرائم والانتهاكات”، بالإضافة لاستعدادها “التعاون مع هيئات الأمم المتحدة المعنية، وإشراكها بمسار التحقيق”.
وكانت سوريا قد أعلنت في 19 يوليو، وقف إطلاق النار في السويداء، جنوبي البلاد، فيما نشرت “الرئاسة الروحية لطائفة الدروز الموحدين” بنود ما قالت إنه اتفاق بناء على مفاوضات جرت برعاية “دول ضامنة”.
ودعت الرئاسة السورية “جميع الأطراف دون استثناء”، إلى الالتزام الكامل بقرار وقف إطلاق النار، و”وقف كافة الأعمال القتالية فوراً في جميع المناطق، وضمان حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق”.